تكتسب المدن والأحياء الحضرية ذات البيئة العمرانية أهمية قصوى لدى الساكنين، بما تحتويه من ميزات نسبية ذات مقومات تراثية وتاريخية، واقتصاد مزدهر ومُحفز يسهم بشكل مُطرد في التحولات العمرانية.
وتقف مدينة مكة المكرمة بإرثها التاريخي التليد وواجهتها الحضرية المميزة على طليعة التوجهات والتحولات البيئية العمرانية للساكنين، لما تحتويه من جوانب عصرية ذات طابع فريد تجمع في حداثتها بين الأصالة والمعاصرة، حتى غدت ذات مفهوم مجتمعي يعزز من الأنسنة الترفيهية والاقتصادية، في ظل تكامل جودة الخدمات الأساسية المُقدمة، إلى جانب تعزيز الاستدامة الشاملة والعلاقات الاجتماعية بين السكان.
وتحظى البيئة العمرانية بمكة المكرمة باهتمام كبير من قبل أمانة العاصمة المقدسة من خلال ما تنفذه من مشاريع وبرامج ومبادرات؛ تسعى من خلالها إلى رفع جودة الحياة وتحقيق بيئة عمرانية مثالية ، اتساقاً مع رؤية 2030، ومراعاةً للتطور المستقبلي للمدينة المقدسة، والعمل على رفع الطاقة الاستيعابية وتوظيف مختلف الخدمات.
وتعمل الأمانة على عددٍ من المحاور الرئيسة لتحقيق هذه الأهداف، منها تسريع عملية التحول الرقمي، والاستدامة البيئية، وإنجاز المشاريع الخدمية والتطويرية، والتوسع في المشاريع الاستثمارية بالشراكة مع القطاع الخاص، لإيجاد حلول ذكية وإبداعية تمكّن وتسهم في التكيف مع الظروف المتغيرة، والاستعداد الأمثل لتجاوز مختلف التحديات التي تواجهها هذه المدينة، والمضي قدمًا نحو بيئة مزدهرة، ونماء يسهم في تحقيق تطلعات المواطنين والزائرين والرفع من جودة الحياة.
وتتواصل جهود الأمانة لتنظيم القطاع البلدي والعمراني في مكة المكرمة، بإيجاد بيئة عمرانية متوازنة ومستدامة تخدم جميع الفئات، من خلال العديد من المشاريع والإنجازات والمبادرات والبرامج التي تنفذها في مختلف المجالات، المتمثلة في المشاريع التطويرية وتقديم الخدمات المختلفة؛ مثل: الطرق والأنفاق، والمرافق العامة، ودورات المياه، والحدائق، ومشاريع تحسين شبكات تصريف مياه الأمطار والسيول، والنظافة العامة، والإصحاح البيئي، وغيرها، كما يوجد العديد من المشاريع الحيوية التي نُفذت وتُنفذ في مكة المكرمة التي سيكون لها دور كبير في تطوير البيئة العمرانية، منها مشاريع استكمال الطرق الدائرية، والتخطيط العمراني، ومخطط عام مكة المكرمة، وتخطيط وتنظيم المخططات السكنية.