” أبو ذر الغفاري رضي الله عنه “
– هو أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري نسبة إلى بني غفار ، من السابقين إلى الإسلام ، قدم على النبي صلى الله عليه و سلم مكة فأسلم، و هو رابع أربعة دخلوا في الإسلام ، كان رضي الله عنه طويلًا أسمر اللون نحيفًا طويل اللحية.
– كان النبي عليه الصلاة و السلام يحبه و يقربه و يتفقده اذا غاب و قال عنه : ما أقلت الغبراء و لا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر.
– كان رضي الله عنه زاهداً متواضعاً مناصراً للفقراء و المساكين.
– عن عبد الله بن مسعود قال : لما سار رسول الله إلى تبوك، جعل لا يزال يتخلف الرجل فيقولون: يا رسول الله، تخلف فلان ، فيقول: “دعوه، إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه”. حتى قيل: يا رسول الله، تخلف أبو ذر، وأبطأ به بعيره ، فقال رسول الله: “دعوه، إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه” ، فتلوَّم أبو ذَرّ على بعيره فأبطأ عليه، فلما أبطأ عليه أخذ متاعه فجعله على ظهره فخرج يتبع رسول الله ماشيًا، ونزل رسول الله في بعض منازله ونظر ناظر من المسلمين فقال: يا رسول الله، هذا رجل يمشي على الطريق ، فقال رسول الله: “كن أبا ذَرّ” ، فلما تأمله القوم، قالوا: يا رسول الله، هو -والله- أبو ذَرّ .. فقال رسول الله: “رحم الله أبا ذَرّ، يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده”.
– يقول أبو ذَر إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له إذا بلغ البناء سلع فاخرج من المدينة .
– وفي خلافة عثمان استأذن أبا ذرّ عثمان في الخروج إلى الرّبَذَةِ وهي على بعد عدة أميال عن المدينة وأصابه بها قدرهُ ولم يكن معه أحد إلاّ امرأتهُ وغلامه فأوصاهما أن اغسلاني وكفّناني وضعاني على قارعة الطريق فأوّل رَكْبٍ يمرّ بكم فقولوا هذا أبو ذرّ صاحب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأعينونا على دَفْنِه. فلمّا مات فعلا ذلك، ثمّ وضعاه على قارعة الطريق، وأقبل عبد الله بن مسعود في رَهْط ٍمن أهل العراق عُمّارًا فلم يَرُعْهم إلا بالجنازة على ظهر الطريق قد كادت الإبل تطأها، فقام إليه الغلام فقال: هذا أبو ذرّ صاحب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأعينونا على دفنه. فاستهلّ عبد الله يبكي ويقول: صدق رسول الله، «تمشي وحدك وتموت وحدك وتُبعث وحدك» وكان ذلك سنه ٣٢ للهجرة رحمه الله وألحقه بصاحبه عليه الصلاة والسلام.