مصابيح الهدى (٢) : سعد ابن معاذ سيد الأوس

سعد بن معاذ الأوسي الأنصاري

سعد بن معاذ الأوسي الأنصاري و يكنى أبا عمر ، سيد الأوس ، بإسلامه دخل جميع رجال و نساء قبيلته من بني عبد الأشهل في الإسلام ، صحابي جليل من أهل المدينة ؛  عرش الرحمن اهتز عند وفاته و شهد جنازته سبعون ألف ملك.

قبل غزوة بدر جمع رسول الله أصحابه من المهاجرين و الأنصار ليشاورهم في الأمر و قال « أشيروا علي أيها الناس» فقام سعد و قال: يارسول الله آمنا بك و صدقناك و شهدنا أن ماجئت به هو الحق و أعطيناك مواثيقنا على السمع و الطاعة فامض يارسول الله لما أردت فنحن معك فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد و ما نكره أن تلقى بنا عدواً غداً إنا لصبر عند الحرب صدق عند اللقاء لعل الله يريك فينا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله. [1]    
فسَرّ رسول الله لقوله و قال « سيروا و أبشروا ، فإن الله وعدني إحدى الطائفتين و الله لكأني أنظر إلى مصرع القوم» ، و حمل سعد لواء الأوس في المعركة و أبلى بلاءً حسناً.

و روي أن سعد مر على أمه و السيدة عائشة بنت أبي بكر في غزوة الخندق و عليه درع له خرجت منها ذراعه و في يده حربة و هو ينشد: «لا بأس بالموت إذا حان الأجل» فقالت أم سعد: «الحق يابني قد و الله أخرت» فقالت عائشة: «يا أم سعد لوددت أن درع سعد أسبغ مما هي» فخافت أمه عليه فأصابه سهم في ذراعه فقطع أكحله (عرق من وسط الذراع) فقال سعد: «اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئاً فأبقني لها فإنه لا قوم أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم آذوا نبيك و كذبوه و أخرجوه اللهم إن كنت وضعت الحرب بيننا و بينهم فاجعلها لي شهادة و لا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة» ، ثم حمل إلى المسجد فأقام له النبي خيمة فيه ليعوده من قريب ثم كواه النبي بالنار مرتين فانتفخت يده و نزف الدم ، فلما رأى سعد ذلك قال: «اللهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني من بني قريظة فما قطر عرقه قطرة بعدها».

و لما حاصر النبي بني قريظة طلبوا منه أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ، و كانوا مواليه و حلفاءه في الجاهلية ، فجاء سعد رسول الله مستنداً على حمار له ، فلما رآه قال: «قوموا إلى سيدكم فقاموا إليه فأنزلوه» فقال له النبي : «احكم فيهم» قال: «فإني أحكم أن تقتل الرجال و تقسم الأموال و تسبى الذراري» ، فقال : «لقد حكمت فيهم بحكم الله ورسوله» فلما قتل آخر رجل منهم انفجر الدم من عرقه و احتضنه النبي : «فجعلت الدماء تسيل على رسول الله و جعل أبو بكر و عمر يبكيان و يسترجعان» .

توفي و هو ابن ستة و ثلاثين سنة و عند وفاته جاء جبريل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقال : من هذا العبد الصالح الذي مات ؟ فتحت له أبواب السماء ، و تحرك له العرش ، فخرج رسول الله -صلى الله عليه و سلم- ، فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سعد فقال لأصحابه : انطلقوا إليه ، قال جابر : فخرج و خرجنا معه و أسرع حتى تقطعت شسوع نعالنا و سقطت أرديتنا فعجب الصحابة من سرعته فقال: «إني أخاف أن تسبقنا إليه الملائكة فتغسله كما غسلت حنظلة» فانتهى إلى البيت فإذا هو قد مات و أصحاب له يغسلونه و أمه تبكيه فقال النبي صلى الله عليه و سلم : «كل باكية تكذب إلا أم سعد».

ثم حملوه إلى قبره و لما وضع في قبره كبّر رسول الله و كبّر المسلمون حتى ارتج البقيع ، فقال رسول الله : «تضايق القبر على صاحبكم و ضم ضمة لو نجا منها أحد لنجا سعد» .

2 تعليق على “مصابيح الهدى (٢) : سعد ابن معاذ سيد الأوس

مسعود الصحفي أبو رائد

قال الإمام أحمد رحمه الله من السنَّة ذكر محاسن أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم
كلِّهم أجمعين، وان حبهم سنَّةٌ ، والدعاءُ لهم قربةٌ ، والأخذُ بآثارهم فضيلةٌ
رضي الله عنهم اجمعين ،،،

غير معروف

اللهم ارضى عنهم أجمعين وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *