“دودة الكمبوست” وسيلة زراعية حديثة لتقليل استخدام المبيدات وتحسين التربة

أصبحت الزراعة الحقلية، من خلال دودة الكمبوست أحد الطرق المتطورة المستخدمة في الزراعة، والتي بفضلها يتم تقليل استخدام المبيدات الكيماوية، حيث تعمل الدودة على تحسين التربة وتجدد الآليات المناسبة للتسميد وتغذية المحاصيل، وتطور الممارسات الزراعية السليمة لتحسين إنتاج الفاكهة والخضروات .

ففي محافظة الطائف أجرت وكالة الأنباء السعودية “واس” لقاءً مع المواطن نايف المالكي المهتم بالزراعات النادرة الذي بيّن أن سماد الديدان باستخدام دودة الكمبوست هو الأجود لكافة أنواع الترب، وأنه مع الشغف والبحث، توصل إلى دودة الأرض الكمبوست، وبدأت رحلته بالعمل عليها عام في 2017 بحوالي مئة دودة داخل صندوق صغير؛ ومن تلك الفترة تطورت لديه أساليب العمل في إنتاج الدودة بعد استكشاف الكثير من التجارب الحقلية والبحث عن العديد من التجارب العالمية؛ أدرك من خلالها سلوك الديدان واحتياجاتها وطرق إكثارها.
 
وقال المالكي إنه خلال فترة من الزمن لاحظ فعالية سماد دودة الكمبوست التي تنتج “سماداً حيوياً ينعكس على صحة النبات” حيث بدأ بالتوسع في إنشاء مزرعة الديدان، والتي كانت عبارة عن حوضين، حتى وصل في الوقت الحاضر إلى إنشاء 18 حوضًا، وأصبح لديه مشروعًا متكاملاً في إنتاج كميات جيدة من سماد الديدان، متوسعًا في نشر هذه الثقافة من خلال المشاركات المحلية، مضيفًا أن الدودة تتغذى على المخلفات الزراعية، وكذلك مخرجات الحيوانات بعد تحليلها عن طريق كومة الكمبوست، حيث تصبح بيئة مناسبة لحياة الديدان، وتتغذى عليها لتخرج بعد ذلك أجود أنواع السماد الطبيعي عالي الجودة يعرف باسم السماد الدودي “فيرمي كومبوست” والذي يحظى بقيمة تسويقية عالية لا سيما بين المهتمين بالزراعة النظيفة من أجل إنتاج صحي وآمن للفاكهة والخضروات.
 
وأشار المالكي إلى أن الهدر في المخلفات الزراعية داخل مزرعته وصل إلى نسبة 0% بعد أن تعلم طريقة “الكومبوست” بشكل مثالي، وأصبح يستفيد من المخلفات الزراعية وزبل الحيوانات خصوصاً روث الخيل، حيث يقوم بمعالجتها من البذور والحشرات وجميع الآفات، وعملها كطبقات من الزبل والأوراق الجافة والخضار والفواكه التالفة حتى أغصان وجذور النبات، حيث يقوم بفرمها وإضافتها إلى الكومة، فيتم ترطيبها وتقليبها كل أسبوعين مع المحافظة على استمرار الرطوبة لمدة شهرين في الصيف، وثلاثة أشهر في الشتاء، للحصول سماد معالج يمكن استخدامه مباشرة للنبات أو يضاف إلى مزارع الديدان ليصبح بيئة مناسبة لحياتها وتتغذى عليه، لينعكس أداؤه على صحة النباتات الزراعية.
 
وقال المالكي: ” سماد الفيرمي كمبوست هو مزيج من مخرجات الديدان، وهو نتاج المواد المضافة إلى بيئة الديدان، حيث تستهلك هذه الديدان معظم ما يضاف لها من مدخلات ليتحول إلى فيرمي كومبوس وبعد ذلك يتم نخله وتصفيته، ويصبح سماد جاهز؛ لتسميد الحقول الزراعية بكافة أتربتها وأنواعها، مما يساعد التربة على امتصاص وتخزين المياه، وتفتيت التربة الطينية، وتحسين بنيتها، وتعزيز خصوبتها وتهويتها، وزيادة الأعداد الميكروبية في التربة، وتقليل تآكلها، وكذلك تقليل قلوية التربة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *