تتسابق الكلمات و تزدحم المصطلحات لتصف عملاً ذا قيمة و مشروعاً يحمل هدفاً نبيلاً و يبني جيلاً جديداً يحمل فكر البذل والعطاء .. إنه مشروع [ إفطار صائم بعسفان ] الذي تنظمه وتشرف عليه جمعية البر الخيرية بعسفان ، فنعم المشروع هو و نعم الداعم و الراعي له.
و قد كان لصحيفة غران الإلكترونية حظها من زيارة مقر هذا المشروع لتكتب عنه من قرب ، و توثق بعدستها رحلة يوم عايشته الصحيفة مع فريق عمل المشروع.
[ زيارة مقر المشروع ]
وصلنا في تمام الساعة الخامسة و النصف تقريباً من يوم الجمعة 4 رمضان ، لنجد خلية نحل منتظمة و منهمكة في العمل؛ و قد علم كل واحد منهم دوره و ما المطلوب منه .
فريق مكون من 40 شاباً بقيادة الشيخ سلطان عبدالله البشري ، و إشراف نائب رئيس الجمعية “أبو فارس” الأستاذ مبارك عبدالرحيم البشري ، و مشاركة عملية و إشرافية من عضو الجمعية و عضو المجلس البلدي الأستاذ معيد عيد البشري ، و قيادة وسطى من المشرف على حساب سناب شات عسفان الأستاذ علي البشري و غيرهم ممن يعجز القلم عن وصف جهودهم وتضحياتتهم و علو همتهم؛ من رجال و شباب و فتيان مركز عسفان الذين تركوا الخمول و الكسل و برودة الأجواء تحت أجهزة التكييف و انخرطوا بالعمل التطوعي ، و قد شمروا عن ساعد الجد ليس لهم دافع سوى حب الخير و العمل له و من أجله.
تجولت وسط مقر المشروع الذي أعد خصيصاً له من قبل جمعية البر الخيرية و بتكلفة تجاوزت 200 ألف ريال ، حيث يتألف من مطبخ مجهز بتجهيزات عالية الجودة و مزود بوسائل السلامة ، و هناك صالة يُستقبل بها الطعام بعد طهيه و تبدأ عمليات الفرز و وضعه في علب كرتونية و أخرى بلاستيكية و من ثم تغليفها و حفظها ، و ملحق بالمطبخ كذلك ثلاجة لحفظ المواد الغذائية التي تحتاج للتبريد بالإضافة إلى مستودع يتم تخزين به كميات كبيرة من المواد الغذائية ، كما زود المشروع بمركبات متحركة تجوب أنحاء عسفان من أجل عملية التوزيع .
[ تجهيز الوجبات ]
هناك نوعان من الوجبات :
1- النوع الأول : الباردة .. و تتكون من ( ماء – عصير – فطيرة – لوزين – تمر ) بعدد 1200 وجبة يومياً ، و يتم توزيعها على المعتمرين و الزوار بطريق الحرمين و على بعد 1 كلم من قلعة عسفان الشهيرة باتجاه مكة المكرمة و أمام محطة الهجرة.
2- النوع الثاني : الوجبات الساخنة .. و تشتمل على ( نفر رز – ربع حبة دجاج ) و بعدد 740 وجبة يومياً ، حيث يتم توزيعها بالمساجد و مزارع الصفو و على عمال الشركات في أكثر من 30 موقعاً .
[ مراحل التوزيع ]
1- مرحلة التوزيع بطريق الحرمين
بعد إتمام وضع الوجبات المجهزة بالمركبات المعدة خصيصاً لهذا المشروع ، انتقلنا إلى موقع التوزيع عند طريق الحرمين في تمام الساعة السادسة تقريباً ، حيث تواجد هناك أكثر من 40 متطوعاً من فريق المشروع لتتم عملية توزيع الوجبات على المعتمرين في ثلاث مواقع؛ فرأيت ما يسر العين و يبهج القلب من شباب و أطفال يتسابقون على فعل الخير
أخذت أتجول بين الثلاث مواقع و أرقب العمل بعدسة الكاميرا و قبيل الغروب شاركت معهم في إفطار الصائمين لعلي أنال من الأجر مثل ما أصابهم.
2- مرحلة التوزيع بمسجد العابدية
حيث تمركزت مجموعة أخرى من الشباب و شرعوا في وضع البسط و تجهيز السفر تمهيداً لوضع الوجبات عليها .
3- مرحلة التوزيع بمسجد الحازمي
وجدنا كذلك هناك مجموعة أخرى من أبطال مشروع إفطار صائم ، فتوقفت أدون تقريري و المصور يلتقط من هنا و هناك بعض الصور ، فأدركنا الوقت و كان لي الشرف أن تناولت وجبة الإفطار مع إخواننا الوافدين و أدينا صلاة المغرب جماعة في المسجد ، و لم يسعفنا الوقت لزيارة جوانب أخرى تمتد و تصل لهم وجبات الإفطار.
و كان لنا حديث مع الشيخ سلطان البشري المسؤول المباشر عن هذا المشروع ، حيث توجهنا له بالسؤال “لمن تهدي باقة شكر ممن ساندكم و دعمكم“ فقال : “ أولاً لأبي فارس نائب رئيس الجمعية الخيرية بعسفان و لرئيس البلدية و خاصة مدير إدارة الخدمات الأستاذ فهد أحمد الشيخ الذي لا يألو جهداً في دعمنا و مساندتنا و رفع مخلفات الأطعمة من مقر الجمعية ، و الشكر موصول كذلك لجميع الأخوة الداعمين و على رأسهم رئيس الجمعية الدكتور طلال أبو النور الذي يعتبر الداعم الرئيس لهذه الجمعية “ .
[ إحصائيات ]
– تأسس مشروع إفطار صائم عام 1434 هـ ، لذا فإن عمره يقدر بـ “4 سنوات” ، و بلغ عدد الوجبات التي وزعت عام 1434 هـ قرابة 48 ألف وجبة ، و بلغت عام 1435 هـ مايقارب 84 ألف وجبة ، و في عام 1436 هـ مايقارب 80 ألف وجبة ، و في عام 1437 هـ المتوقع توزيع 70 ألف وجبة .
[ تهنئة ]
أسجل تقديري و احترامي لشباب عسفان و من خلفهم؛ رجال صنعوا من مركز عسفان نقطة إشعاع و إضاءة في سماء منطقة مكة المكرمة كلها ، و فخري و اعتزازي بهؤلاء الشباب الذين آثروا الجلوس على الفرش الهانئة و ذهبوا إلى العمل التطوعي الخيري ، و شدوا أحزمتهم لإنجاح مشروع إفطار صائم.
[ ملاحظة و رجاء ]
أمام هذا العمل الكبير الذي حققه فريق مشروع إفطار صائم ، يحق لنا و باسمهم أن نطالب أمن الطرق أو الدوريات الأمنية بالوقوف مع الشباب دعماً لهم ، و ذلك بتواجد أمني مع فريق العمل من أجل تنظيم عملية توزيع الوجبات لتتم في إنسيابية آمنة ، و حفاظاً على حياة شباب العمل التطوعي .