بالكاد لا يخلو مجلس من مجالس المحافظة من الخوض في الحديث عن مستشفى خليص و مدى تذمر أهالي المحافظة من تردي الخدمات التي تقدمها المستشفى ، و بالكاد لا تخلو أسرة من أسر المحافظة إلا و لها معاناة مع هذا الصرح الطبي الذي لطالما انتظروه سنوات عدة ، و لكن للأسف ما زال أبناء المحافظة يصعقون يوماً بعد يوم من جراء سوء الخدمات التي يقدمها متمثلة في قسم الطوارئ و الإسعاف ( مقبرة الحوادث ) .
فالمستشفى سعته 60 سريراً و يخدم ما يقارب من 80 ألف نسمة من سكان المحافظة بالإضافة إلى مرتادي طريق ( مكة – المدينة المنورة) السريع من زوار و معتمرين و حجاج .
فالمعاناة تتمثل في قلة الأطباء و كذلك ضعف الجانب الطبي من قبل الممرضين و الممرضات ، فعدد الأطباء في تناقص مستمر و قسم الطوارئ يعتمد كلياً على التحويلات اليومية لمستشفيات مكة المكرمة .
سعدنا قبل شهر عند الإعلان عن توسعة قسم الطوارئ و الإسعاف بالمستشفى و استبشرنا خيراً ؛ و لكن ما الفائدة من التوسعة في ظل غياب الفريق الطبي الإسعافي ، فبالأمس حادث و اليوم حادث و المعاناة تتجدد و الجرح لا زال ينزف .
في كل مستشفيات الوزارة لا يكاد يخلو قسم الطوارئ و الإسعاف من وجود على الأقل طبيب استشاري واحد ، و أخصائي عظام ، و باطنة ، و مخ و أعصاب ، و طب طوارئ و هو الشيء المفقود للأسف في مستشفى خليص .
أخصائي غير مناوب و أخصائي يناوب من المنزل و جهاز أشعة مقطعية لا يوجد أخصائي يعمل عليه ، إجابات للأسف تسمعها كل يوم و مأساة تدمع لها العيون ، و أسر تشكو حالها و مصابها إلى الله .
[ رسالتي إلى إدارة المستشفى ] :
صحتنا ليست رخيصة ، و أرواحنا أمانة في أعناقكم ، و ثقتنا فيكم كبيرة ، فآمالنا لم تمحى بعد ، و احتياجاتنا لم تنعدم ؛ فقط تحتاج من يصغي إليها و يسمع المعاناة .
ادعموا المستشفى بالأطباء المختصين ، ضعوا يدكم على الجرح و أنتم محاسبون أمام الله على ما تقدمون ، فإذا أنتم عاجزون عن سد احتياج قسم الطوارئ و الإسعاف بالفريق الطبي المتكامل فبالأحرى أن لا تبدءوا في توسعة الطوارئ لأن الخلل وااااااضح ، فالطوارئ لا تحتاج توسعة بل تحتاج أطبااااااااء .
الهاشمي
مقالات سابقة للكاتب