تذبل فينا الحيـاة، وتنطفئ من أهوالها الألوان، تفقدنا الرّتابة البهجةُ بأيامنا فنمضي فقط ليمضي العمر!
كلُّ الأوجاع المحيطة بنا سواء في حياتنا،أو أمتنا تنسكبُ بداخلنا وننسجم معها سريعًا…!
ثمّ بلا فواتح تأتي الطفولة كالدّيم فتلوّن معها لوحة العمر بابتسامة، وبحركاتٍ بريئة يتعمقون بدفائن الروح ليخبرونا أنه باستطاعتنا العيش بفرح!
عبر حركاتهم وسكناتهم تصلنا رسائلهم بلا مقدمات وحواجز!!
فحين يقعون في الخطأ يبادرون سريعًا بالاعتذار؛ ليخبرونا أن التسامح أعظم من تضخيم الأمور، وأن نقش أخطاء الآخرين في الذاكرة عائقًا يعيق يد الصفح والعفو..!
ولو تأملتهم وأطلت النظر فيهم لوجدت أن الحياة عندهم مرتبطة باللحظة فقط!
اللحظة التي أضعناها نحن الكبار بالتفكير في المستقبل أو العيش في الماضي أو القوقعة في الأحزان والاستغراق في الأوجاع حتى غرقنا فيما لا نفع فيه!
أتعلمـون أنه رغم طفولتهم نجدهم أحيانًا في بعض المواقف أعقل منّا وأبعد خطوة للأنفع؟!
لطالما شابه الحديث عن الطفولة الحديث عن النقاء والصفاء الذي اختنق في عوالم الكبار فتصاعد ثم تلاشى..!
هـم بأحاسيسهم النقيّة يركضون بنا لنطرب في عالمهم، وفي لحظات يخرجونا من ثوب العمر ويلبسونا ثيابهم المرحة المزركشة فنجري كأطفالٍ معهم!
يتشبثون بأيدينا،ويتعلقون برقابنا، فيتغلغل صفوهم نحو القلوب، فتنزاح عنا أثقال الأيام لبرهة، وتتلاشى من أعيننا رمادية الحياة، فنرى الحياة من خلال عيونهم،
ملّونة، بهيّة، مبهجة..
على المجاهدة التي يكابدها المرء معهم ومن أجلهم ألا أنهم يخرجونك من الخريف للربيع، لتنعم بعبيرهم وصفوهم وجمال روحهم، يغطونك باخضرار دنياهم المرتوية حياة والمتدفقة صفاء!!
فيضُ ملامحهم بالبراءة بريد ابتسامة!
🔘 ومضة :
ذكرياتنا في الطفولة حتى هذه اللحظة تلوّن بريشتها أوراقنـا الباهتة…!
دولة بنت محمد الكناني
مقالات سابقة للكاتب