“سواد بن غَزِيَّة الأنصاري“
هو سواد بن غَزِيَّة الأنصاري من بني عدي بن النجار، شهد مع رسول الله عزوة بدر الكبرى التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم : و ما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال أعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ، و شهد أحد والخندق و جميع المشاهد مع النبي عليه الصلاة وسلم .
أحَبّ سواد نبيه عليه السلام حباً كبيراً فقد ذكرت كتب التاريخ شاهداً على هذا الحب وبرهنت على عظمة النبي عليه السلام و رقته في تعامله مع جنوده و سطرت مثالاً فريداً في تلاحم الفرد مع القائد .
تقول الرواية : عدل رسول الله صفوف أصحابه يوم بدر و في يده قدح يعدل به القوم ، فمر بسواد بن غزية حليف بني عدي بن النجار و هو مستنتل( متقدم ) من الصف، فطعن رسول الله في بطنه بالقدح و قال: “استوِ يا سوادُ بن غزية”.
قال: يا رسول الله، أوجعتني و قد بعثك الله بالحق، فأقدني ، قال: فكشف رسول الله عن بطنه، ثم قال: “استقد” ، قال : فاعتنقه و قبَّل بطنه ، فقال: “ما حملك على هذا يا سواد؟” فقال : يا رسول الله، حضر ما ترى فلم آمن القتل ، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمسَّ جلدي جلدك ، فدعا له رسول الله بخير ، و قال له خيرًا.
انتهت المعركة بنصر كبير للإسلام و المسلمين و كان وعد الله حقاً مفعولاً فقٌتل من المشركين سبعون و أٌسر سبعون ، و كان من ضمن الأسرى خالد ابن هشام أخو أبو جهل و الذي أسره هو سواد رضي الله عنه .