مصابيح الهدى (١٠) : سواد بن غزية رضي الله عنه

سواد بن غَزِيَّة الأنصاري

هو سواد بن غَزِيَّة الأنصاري من بني عدي بن النجار،  شهد مع رسول الله عزوة بدر الكبرى التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم : و ما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال أعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم  ، و شهد أحد والخندق و جميع المشاهد مع النبي عليه الصلاة وسلم .

أحَبّ سواد نبيه عليه السلام حباً كبيراً فقد ذكرت كتب التاريخ شاهداً على هذا الحب وبرهنت على عظمة النبي عليه السلام و رقته في تعامله مع جنوده و سطرت مثالاً فريداً في تلاحم الفرد مع القائد .

تقول الرواية : عدل رسول الله صفوف أصحابه يوم بدر و في يده قدح يعدل به القوم ، فمر بسواد بن غزية حليف بني عدي بن النجار و هو مستنتل( متقدم )  من الصف، فطعن رسول الله في بطنه بالقدح و قال: “استوِ يا سوادُ بن غزية”.

قال: يا رسول الله، أوجعتني و قد بعثك الله بالحق، فأقدني ، قال: فكشف رسول الله عن بطنه، ثم قال: “استقد” ، قال : فاعتنقه و قبَّل بطنه ، فقال: “ما حملك على هذا يا سواد؟” فقال : يا رسول الله، حضر ما ترى فلم آمن القتل ، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمسَّ جلدي جلدك ، فدعا له رسول الله بخير ، و قال له خيرًا. 
انتهت المعركة بنصر كبير للإسلام و المسلمين و كان وعد الله حقاً مفعولاً فقٌتل من المشركين  سبعون و أٌسر سبعون ، و كان من ضمن الأسرى خالد ابن هشام أخو أبو جهل و الذي أسره هو سواد رضي الله عنه .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *