عطفاً على الرسالة السابقة الموجهة لأصحاب الصفوف الأولى ، أحببت الإيضاح أن القصد ليس الجميع ، بل من اتصف بإحدى تلك الصفات، وحاشا أن يكون الجميع منهم، ولما نراه ونلمسه حولنا من تلك الأمثلة وبعضهم مع الأسف الشديد يؤم الناس ..
وبما أن شهر الخير فرصة لكل جميل أردنا تحريك بعض المشاعر لعل أن يكون في هذه الفرص نافذة أجمل للتغيير الأكثر إيجابية ..
رسالتي الثانيه لتلك الزوجة القائمة بواجباتها خاصة في شهر تكثر فيه الأعباء ، و تزداد الواجبات الأسرية ، كُوني بلسماً احتسبي كل شئ حتى الابتسامة، اجعلي عمل بيتك قربة تعلو بك في دروب الخير و ترفع ميزانك بإذن الله.
إذا كان زوجك وأبناءك من أصحاب الصفوف الأولى الإيجابيين فاحمدي ربك واشكريه وإذا كان أحدهم يحمل صفة من الصفات السلبية أو ليس من أصحاب الصفوف البتة حاولي تقويمه واسعي جهدك لإعانته على الخير وقبل كل شئ إصبري فقد يكون صبرك من أهم أسباب تغييره للأفضل ، اسعي لذلك مع رفع أكف الضراعة والدعاء ولاحاجة لذكر فضل الدعاء عامة و في هذه الأيام خاصة .
لاتركني لليأس وإياك و الدعاء على أحدهم انتبهي لا تهدمي ، ابني بنيانك ولو تأخر الإنجاز .. لأنه بإذن الله لن تخذلي .. راعي الله أنت أيضاً في بيتك وزوجك وأبنائك ، لا تري التقصير أو الجفاء فتردي بالمثل ..
انتبهي لا تبني من جهة وتهدمي من الأخرى .. فأنتِ في خير كثير لأنك تديري مملكتك احرصي على حمايتها و صيانتها .
و كما أن الرجل معني بالرسالة الأولى ، فرسالتي هذه موجهه إليك أختي الغالية .. إذا كنت أم لصغار فاعلمي أن رعايتك لهم أولى من خروجك للمسجد لأداء التراويح .. لو أهملتِ أطفالك وأصاب أحدهم مكروه لن يندم ويُسأل غيرك.
لو تركتهم يؤذون جيرانك أو يؤذون الناس في الشوارع متسكعين لا حسيب و لا رقيب و أنت في أحد الصفوف متبتلة ، لا يعتبر هذا حفظاً لهم .
تستطيعي الصلاة في بيتك، عاملة بوسائل الحفاظ عليهم ، أنت تعلمي بقول الرسول ﷺ: “وبيوتهن خير لهن ” .
انطلقي إلى تلك الصفوف إذا لم يكن في انطلاقك ضرر أو ضياع للأمانة ، وفي حضورك للصف قوِّمي ما أعوجَّ ، انصحي إذا رأيتِ خطأ ، واصلحي إن رأيتِ خلل من إحدى أخواتك بلطف و لين في العبارة وقبلها ابتسامة.
كوني عوناً للخير ، ترفقي بالمسنة ، خذي بيد المحتاجة ، وتمسكي بيد امرأة لم يمنعها ضعفها من صعود درجات المسجد ، كوني كقطرة المطر أينما وقعت نفعت .
لن أطيل عليكِ فالجوانب كثيرة ولن يتسع المجال .. لكن اختصاراً : اقرئي عن أولئك الدرر عن عائشة وفاطمة ، وزينب ، وسائر زوجات وبنات النبيﷺ والصحابيات رضي الله عنهن جميعاً.
عندها ستكوني خير امرأة وأفضل زوجة وأروع أخت وأحسن جارة ولن تحتاجي لمعرفة طريقة جديدة لتربية أبناءك و صيانة مملكتك ..
بقلم : Hegazeah