تأكد أخي القارئ الحبيب أن اعدى أعدائك في هذه الدنيا هم ثلاثة وستظل تجاهدهم جهاداً عظيماً إلى أن تاتي منيتك وتكون من أهل الجنة :
▪️النفس والهوى :
فهم أول الأعداء وأشدهم ضراوة واعداهم عليك في هذه الحياة .
وجاء اللفظ القرآني “هواك” وهو الميل إلى ما تريده النفس وتميل إليه بعيدًا عن منهج الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه ﷺ ، فميلك لما تحبه نفسك وشهواتك بأنواعها ويغضب الله لمنتهي الغباء ولو كنت ممن تحمل أعلى الشهادات فدارون كان بروفسور وقال إن أصل الإنسان قرد.
قال تعالى :{وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}.
وقال عزوجل: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }.
أو ليس من أعظم وأشد الغباء أن أدواتك التي استخدمتها لإتيان شهواتك هي التي ستشهد عليك يوم القيامه فيدك التي سرقت أو اعتدت وضربت وقتلت هي التي ستقر بما فعلت، وبطنك التي أكلت الحرام كذلك قياسا، ولسانك الذي اغتبت وقذفت وكذبت وبهت به هو خصيمك والشاهد على جرائمك يوم القيامه ؛ فأنت يا مسكين من تحمل شهودك معك وأنت غافل أو متغافل عن ذلك وكلاهما من أشد المصائب عليك
قال تعالى :
{ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }.
▪️قرناء السوء :
إن أصدقائك وجلسائك وأحبابك لن يكونوا أصدقاءً وأحباباً حقيقيين إلا إن كانوا من المتقين اللذين يدلونك على طرق الخير ويزينونه لك ويعينونك على فعله فإن كانوا عكس ذلك فليسوا بإخوة ولا أصدقاء ولا أحباب إنهم في حقيقتهم العدو الثاني في منظومة أعدائك في الدنيا وأكثرهم ضرراً وتأثيراً عليك، فأخِلاَؤكَ وصف جمع أكثر الأصدقاء قرباً منك وحبهم متخلل داخل قلبك وعقلك فأحببتهم بكل جوارحك واصطفيتهم من البشر أحبابناً وخلانا فهم من سيكونون اعدى أعدائك يوم القيامه إن لم يكونوا من المتقين الناصحين.
قال تعالى :
{الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}.
فتخير أعدائك لتحولهم أنت لأخلاء من المتقين فتجتمع بهم في جنات النعيم.
وقد طلب منا الله الاستعاذة من أصدقاء السوء لعظيم خطرهم ووصفهم بشياطين الإنس قال تعالى :
{قل أعوذ برب الناس _ من الجنة والناس}.
▪️الشيطان :
ثالث أعدائك وقد يستغرب الكثير من وضعي الشيطان في الترتيب الثالث من أكثر أعداء المسلمين وحتى أن بعض المشايخ والاصدقاء استغربوا من ذلك فقلت هذا ما أكده القرآن الكريم إذ قال سبحانه وتعالى :
{وقال الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
فالشيطان عدونا الواضح ولكنه ليس له سلطان علينا فهو يزين ويوسوس للانسان الشهوات والمعاصي والقرار باتباعه قرارنا فلا تلوموه ولوموا أنفسكم.
قال عزوجل :{فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّیۡطَـٰنِ ٱلرَّجِیمِ إِنَّهُۥ لَیۡسَ لَهُۥ سُلۡطَـٰنٌ عَلَى ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ یَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلۡطَـٰنُهُۥ عَلَى ٱلَّذِینَ یَتَوَلَّوۡنَهُۥ وَٱلَّذِینَ هُم بِهِۦ مُشۡرِكُونَ}.
وقال تعالى : {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} .
فكن أخي الحبيب من عباد الله المخلصين إحذر كيد الشيطان الذي تتمثل مهمته في ضلالك وتزيين الشهوات لك وابعادك عن طاعة الله بكثير من الحيل منها حتى في الطاعات.
قال تعالى : {فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِۦٓ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُۥ وَذُرِّيَّتَهُۥٓ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِى وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّۢ ۚ بِئْسَ لِلظَّٰلِمِينَ بَدَلًا }.
وأخبرنا سبحانه أنه لا يأمرنا إلا بما يردينا، فحتى عند الموت أشد مايكون على إغوائنا واحرص اخي القارئ الحبيب على تحصين نفسك وابنائك من كيد الشيطان فقد علمنا رسولنا ﷺ الكثير من الوسائل والأذكار التي تكفينا كيده.
عبدالله مالك مسعودي
مقالات سابقة للكاتب