مات الغالي [ شاكر ] في هذه الأيام المباركة و كان خبره علينا جميعاً كالصاعقة لكنه هو القضاء بخيره و شره و إنا لله و إنا إليه راجعون .
قرأت الخبر فذهلت و تصرفت لا إرادياً فاتصلت على جواله لعل و عسى أن أسمع صوته ، رن الجوال فسمعت المجيب لكنه ليس صوت الحبيب ، صوت ابناً باكياً اسمه عبد الرحمن فقلت له هل الخبر صحيح ؟ فقال : نعم .. فقلت له من أنت ؟ قال : أنا ابنه ؛ عندها بلغت زملاءه في مكتب الإستقدام و الذين تأثروا بفراقه .
عرفت [ شاكر ] زميلاً دراسياً و زميلاً في العمل و هذا شرف الحمد لله نلته؛ كان هو الصديق و الأخ طوال الفترة الماضية ، عملت معه في مكتب الإستقدام ما يقارب الخمس سنوات ، كان نعم الموظف المثالي و نال ثقة المسئولين جميعاً .
يقول أحد زملاءه المقربين : “صلى بنا صلاة الظهر يوم الأربعاء و كان بيننا اتصال لنرتب موضوع الإعتكاف في المدينه المنورة” ، نحن منذ 15 سنة نقضي رمضان في المسجد الحرام أو المسجد النبوي.
كانت طبيعة عمله حساسة جداً و باب للفساد و الرشوة لكنه كان عفيفاً شريفاً غلى آخر يوم في حياته ، و لو فتح هذا المجال لأصبح من أصحاب الملايين ، لكنه عاش على الكفاف حتى أن أحد زملاءه قال أنه كان ينوي آخر الأيام شراء سيارة بالتقسيط لكي يستفيد من قيمتها .
آخر مكالمة بيني و بينه طلب مني متابعة معاملة عائلة ليبية تفرقت بهم السبل و يريد لم شملهم و كانت في وزارة الداخلية .
رحم الله [ أبا محمد ] و أسكنه فسيح جناته و ألهم أهله الصبر و السلوان ، و إنا لله و إنا إليه راجعون .
عبدالله الصحفي
مقالات سابقة للكاتب