بمشاعر الشوق والحنين تنتظر الأمّة الإسلاميّة هلال سيّد الشهور، بلهفة لروحانية الصيام، وترتيلات القرآن، وأصوات التراويح، وزيارة الأرحام، يرسم المسلمون الصورة لهذه البركة التي يعيشون في ظلالها ثلاثين يومًا، إنّها نعمة اختصّ الله بها من أدركوا رمضان، ونظلّ نلهج بعبارة واحدة: “اللهمّ بلّغنا رمضان!”، وحين وقفت مع طالباتي نضع خطة الشهر الكريم، مستشعرات عظمة العلم والعمل في هذا الشهر المبارك، طرحتُ سؤالًا ما مشاعركنّ ونحن على مقربة من الشهر الفضيل؟
فأمطرنني بغيوث القلوب الوالهة للحبيب المنتظر، واستفتحت سارة الشمري قائمة المشاعر قائلة:
“أَهْلًا، وشوقًا بسيِّد الشُّهور وأَعظمها قدرًا
لَقَد حلَّ رمَضَان وأظلَّنا بروحانيتهِ وطُهرهِ، شَهر الصِّيام والعبادة، والخيرات الحسان، وفاتِحة العتق من النِّيران
شهرٌ يستشعِر المُسلِمون بِشرُوع مداخِل الجنَّة، ونزوله جلَّ، وعَلَا إلى مرتبة الدُّنيَا من السَّبعُ الطِّباق الشِّداد، ويتنعّمُون بالعِبادة الخالِصة لله تعالى.. شهرٌ خصَّهُ الله بِخَير السِّمات، واختصّه بالذِّكر في كِتابهِ المُبَارك، في قوله: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ}”
وأجزلت نورة المطيري القول، حين عبّرت عن مشاعرها قائلة: “أهلًا ياشهر الخيرِ
عسى ألّا تكون بأعمارنا رمضاننا الأخير، ويقبل الله بك طاعتنا، ويجعلنا مِمَن عُتقت رقابهم من النار!
قال الشاعر في قصيدته:
إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي
وَرَنـت وهلَّلَـت دَمعَتِـي شَوَقـاً وَإيمَانَـا
********
يُسبح اللهَ قلبِـي خَاشِعـاً جذلاً
وَيَملأُ الكَـونَ تَكْبِيـراً وسُبْحَانَـا
********
جُزِيتَ بالخَيرِ منْ بَشَّرتَ مُحتَسِباً
بالشَّهرِ إذْ هلَّـتِ الأفـراحُ ألوانَـاً
********
عَام توَلى فَعَـادَ الشهـرُ يَطلُبُنَـا
كَأننَا لَم نَكَـنْ يَومـاً ولاَ كَانَـا
********
حَفَّتْ بِنَا نَفْحَةُ الإيمَـانِ فارتفعَـتْ
حرَارَةُ الشَّوقِ فِي الوِجدَانِ رِضوَانَا
********
يَا بَاغيَ الخَيرِ هَذَا شَهرُ مَكرمَـةٍ
أقبِل بِصِـدقٍ جَـزَاكَ اللهُ إحسَانـاً”
وشاركت وجدان العنزي بمشاعر الشوق والحنين للشهر الكريم قائلة: “غدًا يهلُ هِلالُ رمضان بنور يُضيء السماء، و بنسمات عطرة تُذهب الأحزان، وتحلّ محلها السكينة و السلام، غدًا تعلوا أصوات منابرنا بدعاء (اللهم لا تحرمنا فيه أجر الصيام والقيام وقراءة القرآن)”
ووضعت العنود المطيري بصمتها في حروف رمضانية قائلة: “بعد أيام قليلة سوف يهل علينا شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران.. ما أجمل هذا الشهر وما أروع لحظاته الجميلة التي نقضيها مع الأهل، وما أروع لحظاته وأوقاته بين يدي الرحمن، نرجو رحمته وندعو بكل ما تحمله قلوبنا من أمنيات، وهو وحده القادر على تحقيقها طهروا قلوبكم وأرواحكم، واستقبلوا شهر الرحمة بكل بحب وسعادة.. بلغنا الله وإياكم شهر رمضان ونحن بأتم صحة وعافية!”
وأضافت ابنتنا مريم الجميلي حروفًا روحانية تبتهل فيها قائلة:
“أحيوا سُنّة التبشير بدخول رمضان”
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول اللهﷺ يُبَشِّر أصحابه بقدوم رمضان فيقول:
(قد جاءكم شهر رمضان شهرٌ مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تُفتح أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، من حُرِمَ خيرها فقد حُرِم)
اللهّم بلغنا رمضان بروح أنقى وقلبٍ أتقى وعملٍ أرقى”
وختمت ابنتنا عهود الرشيدي هذا الفيض الشعوري بحروف أنيقة قائلة: “ما إن يهلّ علينا شهر رمضان المبارك إلّا وتفيض ألوان المشاعر الرمضانية من الفرحة والسرور، وما يصاحب هذا الشهر الفضيل من العادات والتقاليد والأعمال الخيرية والإنسانية، والمتعة الروحية التي يعيشها الإنسان، فترتاح النفس ويهدأ القلب..
وكما قال الشاعر :
ويحيي الصوم فينا الخير حتى
يهذبنا فتكتمل الصفاتُ
********
يجوّدنا ويبعث كل جودٍ
فتكثر رغبة منا الهباتُ
********
نضيء ليالينا بالذكر حتى
تنير بذكر ربي الكائناتُ
ونسأل الله أن يبارك لنا في أيامه ولياليه”
رصدتُ بعض مشاعرهنّ، ونظمتها في عقد خالد، يزدان به جيد التعليم، حين تستقبل الطالبات الشهر بعزيمة وقّادة للعبادة والعلم، وهذه أعظم قيمنا الإسلامية.
د. خلود بنت عبد الله النازل
مقالات سابقة للكاتب