يا من عطاؤك بين اليد مختفيا أوجعت القلب حين الروح قد صعدت
تبكيك عيني وقلبي والضلوع هنا لها أزيز ولا يسمع لها جزع ، نبكيك أمي وكيف لا وقد بكاك الجار والخل ؟!
تأتي ليالي الصوم ناقصة ذاك الدعاء وعين كانت تحرصنا يقولون صبرا فهذه دنيا الرحيل وعند الله في الجنات نجتمع ، كفوا البكاء عليها فهي طاهرة وأبكوا على أرواحكم والنفس والعمل ، يا أمّي لا يعلمون كيف اليوم مهربنا من البكاء ومن ذكراك يا أمي كالطفل نقول نلقاك في غرف أو نسمع اليوم ذاك الصوت والنفس وقد تطل علينا في تبسمها تقول أهلا بأولادي و من حضر نقبل الرأس واليد نلثمها ونحتسي من يديك الخير يا أمي ..
رحلت يا قرة العين أمام أعيننا لا حول لنا في ذلك الوقت ، أبكيك أقول أمي نائمة كفوا البكاء وكفوا قولكم رحلت ، أقلب العين بين الناس أنتظر قولا رحيما يريح القلب بالبشرى وأخوتي بالقول قد جزموا ، قولي وداعا قولي اليوم نفترق ..
لم أرتمي في أحضانهم أبدا غضبا عليهم كيف اليوم أصطبر؟ رأيتك على السرير ممددة فلثمت منك العطر والمسك يا أمي
في ليلة لم تبزغ لها شمس قالوا الغسيل أمزجوه بالصبر والجلد سدرا وكافورا أفيضوا عليها الماء وهذا البياض اليوم ملبسها ثم أهلوا عليها التراب ولتقفل صحائفا للخير والسعد يا أمي .. وآه يا أمي آه ثم أواه.
فاطمة عبدالحميد المغربي
مقالات سابقة للكاتب