مع اقتراب [موسم العيد] و النَّاس انطلاقاً من واجبهم الديني و الاجتماعي؛ تحرص على توفير كل ما يلزم تجاه أبنائهم و كل من هم مسؤولين عنهم حتى يظهرون في أزهى صورة خلال يوم العيد أسوة بأقرانهم ، بينما [محافظة خليص] تستقبل العيد بثياب بالية ، و وجه شاحب و ابتسامة قد سُرقت من ثغورها ، مشاريع متعثرة ، إهمال مقصود ممن هم مؤتمنين على رعايتها ، فكيف لها أن تستقبل المهنئين و هي بتلك الحالة التي لا تسر الصديق ، و كيف لها أن تفرح و نظرات الازدراء تنهش جسدها ، كيف لها أن تشعر بطعم العيد و عيناها تشتكي وجسدها يئن من عقوق الأبناء؛ و من شواهد الاهمال و العقوق – على سبيل المثال لا الحصر – مشروع الأرصفة في حي الدف ، فهذه الأرصفة التي تعرضت للتدمير و التكسير خلال أيام و هي كانت بحالة جيدة؛ نعم تعرضت لذلك التدمير في فترة وجيزة حتى بيوت المواطنين لم تسلم من ذلك التخريب ، أين تقنين الميزانيات الذي يناشدون فيه ولاة أمورنا ، و الأدهى من ذلك أن المتعهد لمشروع التغيير لا يملك سوى ثلاثة عمال و معدة ، لا أعلم بأي حق أن يرسى عليه هذا المشروع ؟؟!! ، و قد أكمل السنة و لم يٌِعد ترصيف عشرة أمتار على الأقل من مئات الأمتار التي دمرها و كسرها .. بالمختصر [لا خيره ولا كفاية شره] .
ليتنا نرى ذلك الحرص و ذلك الإخلاص في الإنشاء و البناء ، كما نراه في [التدمير و التخريب] ، أنتم يا من بيدكم صلاحية إعطاء هذا المشروع لتلك الشركة ، هل عندما قمتم ببناء بيوتكم و الفلل التي تسكنوها ، أعطيتم البناء لشركات مثل هذه الشركة ؟؟!! ، هل ترضون أن يأتي العيد و بيوتكم و مداخلها بتلك الحالة التي عليها حي الدف؟؟!! ، والله لو حصل ذلك لأقمتم الدنيا و لم تقعدوها ، و قد وصل ذلك التكسير و التشويه إلى مداخل المنازل لبعض المواطنين ، مما جعل الدخول و الخروج لتلك المنازل فيه شي من الصعوبة و الخطورة على كبار السن ، و ليست أيام قليلة حتى نقول لهم اصبروا ، بل المسألة تجاوزت عدة أشهر ، و لقد اضطروا إلى ابتكار وسائل تساعدهم في الدخول و الخروج إلى بيوتهم آمنين.
أمَا ترون إلى أين وصلت سفينتنا مع هذا الربان ؟؟! ، و مع هذا كله و لم يتحرك أي ساكن للمتعهد بعد التكسير ، كأنما هدفه تكسير تلك الأرصفة فقط ، هل ذلك نوع من اللامبالاة أم المسألة أكبر من ذلك ؟؟!!! .. هل من المعقول أن يٌترك هذا المقاول يسرح و يمرح كيفما يشاء دون متابعة و رقابة ؟؟؟ .. هل حجة عدم انتهاء العقد التي يتشدق بها المقاولون تعتبر حجة مقنعة لدى المسؤول المخلص و الغيور ؟ ، و ما مدى ارتباط ظاهرة هروب المقاولين من المشاريع قبل إتمامها ببلدية خليص ؟؟! .
هل من المعقول أن تدفع حكومتنا الرشيدة حفظها الله تلك الميزانيات لتلك البلديات حتى تظهر مناطقنا بهذه الصورة !!! ، أما ترون تلك النماذج المشرفة لبعض البلديات في مملكتنا الغالية و ما قامت به من مجهودات كانت محط أنظار و إعجاب و إشادة و استغراب من المسؤولين و المواطنين ، كأنها أصبحت تلك النماذج هي النماذج الشاذة من بين البلديات .
ما نملك إلا أن نقول لك الله يا خليص [و كفى بالله وكيلا] ، فالتقصير و الاهمال إذا اجتمعا كفيلان أن يشوها أي جمال على وجه الكرة الأرضيّة ، فكان الله في عون من كانوا هؤلاء خصومه !! ، أي ذنب اقترفتيه حتى يحصل لك كل ذلك !!! ، والله لم نعلم عنك إلا الصبر و الوفاء و قصص الجمال من عبق الماضي ، لكن نوصيك و إيانا بالصبر ، فالفرج باْذن الله قريب ، و إنني أراه أقرب من أي وقت مضى ؟؟؟ .
سامي عقال المزروعي
مقالات سابقة للكاتب