🖋️جعل الله سبحانه وتعالى رمضان شهر الطاعة والعبادة والتقرب إليه جل جلاله بشتى أنواع العبادات.
فيأتي “شهر رمضان” الفضيل لتهذيب النفس وإصلاحها وتزكية القلوب وتنمية الجوانب الإيجابية لدى المسلمين ، لكن هناك مظاهر وسلوكيات خاطئة نشاهدها في كل عام يجب أن تتلاشى في هذا الشهر الفضيل ، وهي كالتالي :
– تضييع الصلاة في رمضان : فتضييع الصلاة عن وقتها أمر عظيم ، قال تعالى : {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ } وقد ذكر النبي ﷺ النوم عن الصلاة المكتوبة ضمن الأسباب التي يُعذب بها الإنسان في قبره فينبغي للصائم أن يجتنب السهر لما فيه من ضياع الأوقات وتفويت للصلوات .
– هجر القرآن: لا يجوز للمسلم أن يهجر القرآن الكريم في هذا الشهر الذي أُنزل فيه القرآن لقوله تعالى : {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}.
قال الشيخ ابن السعدي – رحمه الله – ( أي: قد أعرضوا عنه وهجروه وتركوه مع أن الواجب عليهم الانقياد لحكمه والإقبال على أحكامه، والمشي خلفه) .
قُلْ لِلَّذي هجرَ الكِتابَ وما تَلا
فـي يَـومـهِ وِرداً مِـنَ الــقُـرآنِ
أتُراكَ تُبصِرُ للسَّـعـادةِ مَوطِناً
أمْ تاهَ قلبُكَ في دُجى الأحزانِ
– الإسراف في الطعام : فالإسراف في كل شئ مذموم ومنهي عنه ولا سيما في الطعام والشراب قال تعالى : {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.
والإسراف في الطعام والشراب يثقل الإنسان ويصرفه عن كثير من الطاعات ، كقراءة القرآن ، ويصيبه بالكسل والتخمة ، وكثرة النوم فيضيّع على نفسه الأوقات .
– المبالغة بالتسوق: فالبعض ينشغل بالتسوق في شهر رمضان وبالأخص العشر الأواخر فيُسلب منه ذلك أثمن الأوقات التي تمر بحياة المسلم فيضيع بذلك اغتنام الأجر العظيم في الساعات الثمينة التي أعتاد صلى الله عليه وسلم الاعتكاف بها .
– الفتور عن العبادة : وخاصة بعد ليلة السابع والعشرين: فكثيرٌ من الناس بعد قيام ليلة السابع والعشرين من رمضان يظن أن رمضان قد انتهى ويبدأ في الاستعداد للعيد ، وينسى خطورة التفريط في أواخر رمضان فعن معاوية رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : (التمسوا ليلة القدر آخر ليلة من رمضان ) .
– السرعة الزائدة قبيل الإفطار: وما يصاحبها من توتر لمستخدمي الطريق والزحام للمركبات مما قد يتسبب في زهق الأرواح ناهيك عن زيادة الحوادث والتلفيات .
– التدخين : وهو من المنكرات، ومن الشرور، ومن الخبائث التي نُهي عنها في قوله تعالى : { وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ } وهو آفة العصر ومضر بالصحة .
– الغيبة والنميمة: وهي معصيتان كبيرتان لأنهما من كبائر الذنوب في رمضان أو في غيره قال تعالى : {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا } وقد فسر رسول الله ﷺ الغيبة بأنها “ذِكْرُك أخاك بما يَكْرَهُ ” وقوله ﷺ : “لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ.”
فالغيبة والنميمة وغيرها من ذنوب اللسان لا تبطل الصوم ولكنها تُنقص من ثواب الصائم وتذهب بكل أجره .
– الشتم والسباب : فيجب أن يبلغ النبل بالصائم أن لا يردّ على الإساءة بمثلها، قال رسول الله ﷺ : (إذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم) .
فالشتم والسب يخالف المقصد الأساسي من الصيام وهو التمسك بالأخلاق السمحة ، وتعلم الصبر ، وتقوى الله تعالى .
وعليه يجب على المسلم الحرص على إجتناب هذه المظاهر في رمضان وغيره .
وأن يحافظ على صيامه وكل ما يقرّبه من الله سبحانه وتعالى وأن يستثمر مابقي من هذا الشهر الفضيل في طاعة الرحمن والتقرب إليه بشتى العبادات والنوافل.
🔘 إضاءة :
«تبقى الأجورُ، ويمضي بعدها التّعبُ»
منى الشعلان
مقالات سابقة للكاتب