طوبى للفائزين

كنا قبل قبل أشهر نترقب دخول شهر رمضان ونحن في شوق للتعرض لنفحات رحمة ربنا ، وتقترب الساعات والدقائق والثواني ليلج بنا الوقت في خضم شهر الرحمة ، وكنا ندعو بقلوب ملؤها الثقة بخالقنا أن يبلغنا أول أيام الشهر الكريم ، وقد تفضل الكريم وحقق لنا أمنياتنا فله الحمد والشكر .

ثم دخلنا العشر الأولى عشر الرحمة فطمعنا في جود الكريم أن يبلغنا عشر المغفرة فتكرم وأعطانا سؤلنا فله الحمد والمنة ، ثم ألححنا في الدعاء وأخذنا نتضرع ونحن كلنا ثقة بأننا نناجي الكريم ونلح في المناجاة والطلب أن يبلغنا العشر الأواخر وهي عشر العتق من النيران؛ العشر التي توزع في آخرها جوائز الفائزين والمقبولين ، ﻻ أقول في أرقى جامعات العالم أو الوظائف المرموقة في هذه الدنيا مما يسيل له لعاب الراغبين ، بل توزع الجوائز لدخول الجنة من باب الريان ، الباب الذي يدخل منه الصائمون الفائزون ، فيا فرحتنا إن كنا من المقبولين الداخلين من باب الريان لنلحق بركب من سبقونا في الدخول ، فنحن لا ندري هل سنكون في العام المقبل فوق هذه الأرض أم قد يوارينا الثرى ، وها نحن قد أعطينا سؤلنا وهو يسير بنا حثيثاً إلى منتهاه فيالها من أيام مباركات و نسأل الله أن يبلغنا نهايته ونحن على خير حال من رب غفور حليم …

أدعية و أماني جميلة نجأر بها إلى الكريم الذي لا يرد من طرق بابه ، و الطارق لباب الملوك حتماً سيُفتح له و يُكرم و لله المثل الأعلى …. علينا أن نكثر من السجود بين يدي ملك الملوك و نسأله أن يغفر لنا تقصيرنا .. علينا كذلك أن نكثر من الدعاء لوالدينا اللذين كانا سببا لوجودنا ، و أن يطيل عمر الأحياء منهم بالتقوى ، ويختم لهم أعمارهم بخير خاتمة ، وأن يرحم من مات منهم وأن يجزهم عنا خير الجزاء ، وأن يجعل أرواحهم في عليين وأن يرزقهم مرافقة الأنبياء ، ولا ننسى أيضاً إخواننا في الدين والعقيدة في شتى أصقاع المعمورة.

و علينا أن نذكر بعضنا بما أمرنا مولانا بالتواصي بالصبر والحق ، و أن لا نلتفت لدعاة الرذيلة فهناك كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ( دعاة على أبواب جهنم من أجابهم اليها قذفوه فيها ) ..

نعم أولئك الذين لا ينفكون ينشرون سمومهم طوال أشهر العام ويشتد نفثهم لهذه السموم التي تُغلف بمعسول البرامج والمسلسلات في هذا الشهر الفضيل عبر القنوات الفضائية حتى يلهون المسلمين عن عبادة خالقهم ، فلقد أقسم زعيمهم إبليس أمام الله جل جلاله أن يضل عباده وقد اتخذ له جنوداً من بني آدم فقد علم أن شهر رمضان ليس شهره وفيه تصفد الشياطين ، فجند من بني البشر أتباع ليقوموا بدوره في هذا الشهر الكريم ، وهاهم يعملون جاهدين في هذا الأمر ، فعلينا أن نستعين بالله ونكذب أحدوثتهم لينقلبوا خائبين مدحورين ، فالكل يعلم حجم المؤامرة التي تحاك في هذا الشهر وحجم الأموال الطائلة التي تقدر بالمليارات في سبيل هذا الأمر ، ولكن (و الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) ، فعلينا أن نشمر عن سواعد الجد فيما تبقى من أيام هذا الشهر المبارك ( فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ) ..

جمعني الله وإياكم في الفردوس الأعلى إخوة متحابين على سرر متقابلين …. اللهم صلِّ وسلم على صاحب الخُلق العظيم والقدر الفخيم مَن أرسلته رحمة للعالمين سيدنا محمد و على آله وصحبه وسلم .

قلم غران

مقالات سابقة للكاتب

تعليق واحد على “طوبى للفائزين

مسعود الصحفي أبو رائد

بارك الله فيك يا شيخ كلمه ضافيه ووافيه جعلها الله في موازين حسناتك ،،
وجعلنا الله وإياكم من المقبولين في هذا الشهرالمبارك
فقد قال فضيلة الشيخ سعود الشريم حفظه الله عن هذه القنوات :
‏أي مهمة يقوم بها بعض القنوات عن الشياطين المصفدة بالوكالة لما يبثونه مما يحلق الدين والحياء ، يصوم الناس على الفضائل وهم يفطرون على نقضها !!.
وعن شياطين الإنس والجن ؟!
قالوا العلماء :
شياطين الإنس أشد من شياطين الجن لأن شياطين الجن ينصرفون بالتعوذ أما شياطين الإنس شر وبلاء اللهم اكفنا شرهم ،،،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *