سامر .. والرحيل المر
الشيخ : مرزوق بن ماضي الصحفي يرثي ابنه
الحمد لله .. الحمد لله
الحمدلله على قضاء الله وقدره .. راضون به ..
مؤمنون بأن لكل أجل كتاب ،
وأن أجل ابني سامر المكنى بأبي مرزوق ؛ كان يوم الثلاثاء 14/ 10/ 1445 رحمة الله وجمعني به في جناته جنات النعيم ..
قدره كان بين غمضة عين و إبصارها وكان أثره بالغاً على النفس والمشاعر لقد فقدت الولد و السند … فقدت المعلم والمستشار … فقدت رفيق الدرب وعزوة المشوار ..
فقدت من كان يسلينا بإطلالته الباسمة وبشاشة روحه المازحة مع إخوته وأخواته وأبنائهم صغاراً و كباراً
وفي ظلال هذه الحياة الأسرية السعيدة … رجف قلبه و تحجرجت نفسه وكان القدر أسرع من تدخلات الطبيب الذي كان بجانبه و أسرع من كل محاولات إنعاشه لأن الأجل قد حان وحل .
رحمك الله يابني رحمة واسعة ؛
ومن يقرأ مقتطفات من سيرته التى سأكتبها
يعلم أنها ليست من باب العاطفة ولا من وحي المجاملة ولكن هي حقيقة سمات وصفات أبي مرزوق رحمه الله؛
التى يعرفها كل من زامله في ميدان العمل
ويعرفها رفاقه وأبناء عمومته.. يعرفها جماعة المسجد .. يعرفها أبناؤه الطلاب و أولياء أمورهم وأفراد المجتمع بأسره في غران وغيره…
وبين طيات هذه السطور سوف أذكر بعض مآثره و أخلاقياته وقيمه ومبادئه في الحياة ، لعل من يطلع عليها وخاصة أبنائنا الشباب أن يستفيدوا منها ويستخلصوا الفوائد والعبر والتجارب ..
مآثره وصفاته رحمه الله :
– بره بوالديه وحبه لإخوته وأبنائهم والتواصل معهم وجلب كل ما يسعدهم.
– التحلي بصفة الصبر على كل من يتعامل معه في عمله ومع أولياء الأمور ومع طلابه فمجتمع غران وخليص يشهدون له بذلك .
– إخلاصه في عمله والتفاني فيه وبذل جل وقته لعمله حتى أصبح من المميزين وتم تكريمه عدة مرات من الجهات ذات الاختصاص .
– دماثة الخلق ورحابة الصدر وحبه للشباب وبذل كل ما في وسعه لمساعدتهم والأخذ بأيديهم وتفهم سلوكهم حتى أن بعض الشباب يسعد بلقائه و بالجلوس معه و يلازمه عند خروجه للنزهة أو قضاء أعماله..
وكان حريصاً على تلبية طلبات أخيه عمار رغم فارق السن الكبير بينهم ، وكان يلاطف ويداعب الأطفال والصغار ولا يتكبر على أحد منهم ، نسأل الله أن يتقبله ويجعل ذلك في ميزان حسناته.
– متابعة و إتقان التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي وتوظيفها في متابعة ومعرفة الأحداث وأخبار العالم والمجتمعات ، ومن ثم صياغة المعلومة ونشرها بين جلسائه ومحبيه .
-استفاد أيضاً من التقنية و وظفها في خدمة المجتمع الاسلامي، نسأل الله أن يكتب له الأجر بكل ما كتب وبكل ما ساهم به في خدمة الإسلام والمسلمين .
– كان رحمه الله معلم متميز محب للخير ، وكان يتفقد أحوال كثيرا من الأسر في سرية وكتمان ويبذل جهداً كبيراً في قضاء حوائج المحتاجين والمساكين و إسعادهم وتلبية طلباتهم .
– كان رحمه الله صاحب ابتسامة و فكاهة يتحدث مع الصغير والكبير وكان محبوباً من الجميع حتى أن يوم فراقه بكاه حزناً الأهل والأصدقاء وجيرانه وأبنائه الطلاب وهذا يدل على مكانته في قلوب الناس.
– كان رحمه الله بارا خافضا جناح الذل لوالديه فلم يسبق أن طلبته في شيء إلا وجدت إجابته أبشر..
رحل أبو مرزوق وترك لي إرثا من المهمات والأعمال التى كان يقضيها لي بلمسة أنامله؛ رحل وترك لي وحشة صحبته ومرافقته لي في الزيارات واللقاءات.
رحل وتركني أبحث عنه في كل زوايا المنزل و أروقته وأركانه ..
أبحث عن صدى همسة صوته … أبحث عن ابتسامته…
أبحث عن بقايا حروفه وكلماته … بحثت في الآفاق.. وفي عنان السماء
فلم أجد سوى خيال طيفه .. وبريق صورته خلف أبواب السراب
لم أجد سوى قصاصة من الذكريات كتبت بأحرف الوداع المتناثرة ..
رحمك الله أبا مرزوق وجمعنا بك في جنة الخلد.
الشيخ مرزوق بن ماضي الصحفي
مقالات سابقة للكاتب