مصابيح الهدى (٢٩) : العرباض ابن سارية رضي الله عنه

“العرباض بن سارية الفزاري السلمي”

هو العرباض بن سارية الفزاري السلمي ، كنيته أبو نجيح ، وقيل أبو الحارث ، وهو أحد الصحابة الكرام الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهو أيضاً أحد أصحاب الصفة التي بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي كان يأوي إليها فقراء المهاجرين فكان النبي صلى الله عليه وسلم يحنو عليهم ويرحمهم ويشاركهم الطعام والشراب ، وأهل الصفة ليسوا أشخاصاً تاركين للعمل ولا لطلب الرزق فإذا وجد أحدهم عملاً يكفيه ترك الصفة وصار يأخذ معه من أهلها من يطعمهم ويسقيهم حسب استطاعته ، فكانوا مثلاً على الزهد والقناعة وعلى الكرم عندما يملكون شيئا من المال.

وهو أحد (البكائين) الذين ذكرهم الله عز وجل في كتابه عندما لم يجدوا سلاحاً ولا مركوباً يحملهم مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فتولوا وهو يبكون تفيض أعينهم من شدة الحزن ،  فأنزل الله تعالى فيهم قوله تعالى في سورة التوبة {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون }.

وقد سكن الشام فروى عنه أهلها ، وساق ابن عساكر في تاريخ دمشق عدة من أحاديثه ، وكذلك فعل الطبراني في مسند الشاميين.

توفي رحمه الله في سنة خمس وسبعين في أول خلافة عبد الملك بن مروان ، وقيل : بل مات في فتنة ابن الزبير .

وهذه بعض أحاديثه التي سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم : 

1- ” وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال : “أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة” .

2- “دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السحور في رمضان فقال هلم إلى الغذاء المبارك”.

3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “كل عمل ينقطع عن صاحبه إذا مات إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمى له عمله ويجرى عليه رزقه إلى يوم القيامة”.

4- سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الرجل إذا سقى امرأته من الماء أجر قال فأتيتها فسقيتها وحدثتها بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

5- “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : المتحابون بجلالي في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي”. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *