صحيفة غراس الالكترونية > من هنا وهناك > جار الله في أسبوعية القحطاني “بيت النبوة نموذجٌ مثالي للحبِّ والوفاء” جار الله في أسبوعية القحطاني “بيت النبوة نموذجٌ مثالي للحبِّ والوفاء” الكاتب: صحيفة غراس _ الرياض 16 مايو 0 678 إستقبلت أسبوعية الدكتور عبد المحسن القحطاني، الدكتور/ أحمد بن جار الله الحارثي مستشار التنمية البشرية، ليلقي محاضرة بعنوان “الحب في بيت النبوة“؛ وقد أدار الأمسية الدكتور عبد الله بن رده الحارثي، الذي بدأها بالتعريف بالضيف المتخرج في تخصص الهندسة الميكانيكية، والمستشار المعتمد في التخطيط الاستراتيجي، وحاصل على دكتوراه في التنمية البشرية، ومؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة من الشركات المتنوعة، وله مساهمات فاعلة في دعم وتدريب كوادر العديد من الجمعيات الخيرية ودور الايتام والمؤسسات الأهلية الناجحة في المساهمة المجتمعية والنهوض بالمجتمع، كما انه خطيب جامع وداعية وموثر اجتماعي، حيث يشارك في مختلف اللقاءات الإعلامية والندوات الثقافية التي تناقش موضوعات توعوية متنوعة. ثم قدم مؤسس الأسبوعية د. عبد المحسن كلمته الترحيبية التي أشار في بدايتها إلى أن الأسبوعية أقامت في بداية هذا الشهر أمسية في القاهرة قدمها الدكتور بسيم عبد العظيم، حيث تهدف الأسبوعية إلى تعريف المجتمع المصري بالثقافة السعودية. ثم أشار إلى رحيل أحد أعلام الأسبوعية وهو معالي الدكتور عبد الله المعطاني النائب السابق لرئيس مجلس الشورى ولأديب والنقد؛ فأنا أنعيه لرواد الأسبوعية كصديق شخصي وزميل دراسة وعمل لنصف قرن؛ كما ننعي فقيدي الوطن الأديب عبد الرحمن بن معمر، والفريق طلال عنقاوي رحمهما الله. واستأنف القحطاني عن ضيف الأمسية بأنه شخص مبارك وله قبول لأنه صاحب لغة راقية رغم أنه غير متخصص في اللغة والأدب، كما أنه متميز في الإلقاء واستخدام لغة الجسد، حتى أن من يتابعه يراوح بين اللفظة واللقطة. ثم بدأ الحارثي محاضرته بأن الحب شعور إنساني نبيل، يحول الحياة إلى جنة، ولسنا الليلة بوارد الدخول في تفاصيل معنى الحب ومكوناته، ولكننا سندلف مباشرة، إلى قصة حب ووفاء في بيت النبوة الشريف. ومن أجمل قصص الحب والوفاء في البيت النبوي، بين زينب بنت رسول الله ﷺ وبين ابن خالتها أبي العاص بن ربيع، وأن يكون الشاهد عليها سيد البشر، فهذه قصة لا بد أن تُروى. فقد طلب أبو العاص من سيدنا محمد يد ابنته زينب، وكان ذلك قبل النبوة، فسألها سيدنا محمد ﷺ ان كانت تقبل بالزواج منه، فأطرقت وقد احمرّ وجهها، فتبسم (عليه السلام)، فكان أن تزوجت فأنجبت علياً وأﻣﺎﻣﺔ، وحصل أن عاد أبو العاص من احدى سفراته، وقد أصبح محمد رسولا، ففوجئ بإسلام زينب، فقال لها معاتبا: هلا اخبرتني قبل؟ فقالت: لقد بعث أبي نبيا وما كنت لأكذبه، فهلا أسلمت معنا؟ فرد: لا أريد أن يقال اني خذلت قومي، فهلا عذرت وقدرت؟ فقالت: ومن يعذر ان لم افعل؟. هاجر المسلمون إلى المدينة ﻭﻇﻠﺖ السيدة زينب بمكة على أمل أن يهدى الله حبيبها للإسلام، رغم أن الشرع حرم عليه قربانها، ثم أُسر أبو العاص في بدر؛ فبعثت زينب في فدائه قلادة أمها خديجة رضي الله عنها؛ فلما وجد النبي ﷺ قلادة خديجة التي أهدتها لزينب في عرسها، فخفق قلبه حُبًا لذكرى خديجة، صمت برهة قبل أن يقول لأصحابه: “إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالها فافعلوا”؛ ففعلوا، وبعد فك إساره عاد أبو العاص إلى مكة، فأدى ما عليه من ديونٍ وودائع، ثم أعلن إسلامه؛ وعادت إليه زوجته الحبيبة ليعيشا معًا عامًا واحدًا قبل وفاتها؛ ولكنه كان أسعد أيام حياتهما الزوجية. ثم أشار الضيف إلى قصة زواج النبي ﷺ من السيدة خديجة الحسيبة النسيبة الثرية؛ التي وقفت بجواره في دعوته وواسته بنفسها ومالها وصبرت معه على حصار الجوع في الشعب وهي الغنية، مما جعل حبها يستقر بقلبه ويستمر حتى بعد وفاتها، فها هو يقول لأمنا عائشة، عندما غارت من كثرة ذكره للسيدة خديجة: “إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا”، فهو يعلن حبه لنسائه على الملأ، سأله عمرو بن العاص رضي الله عنه يومًا: أي الناس أحب إليك؟ قال ﷺ: عائشة، فقلت: من الرجال؟ فقال: أبوها. ومن وفائه للسيدة صفية أن أزواجه كنَّ يعيرنها بأصلها اليهودي؛ فيما يكون من غيرة بين الضرائر، فقال لها ﷺ إن عدن لذلك فقولي لهن: أيكنَّ أبوها نبي (هارون) وعمها نبي (موسى) وزوجها نبي (محمد)؟، فلما فعلت لم عدن لإيذائها؛ وصفية هي التي كان ينثني لها النبي ﷺ لتركب على الدابة. وختم الحارثي محاضرته بأن الحديث عن حبه ﷺ لعائشة وفيه من القصص الكثير؛ التي نكتفي بإيراد واحدة منها؛ فعندما حضر الأحباش للمدينة ورقصوا في المسجد سمح النبي لزوجته عائشة رضي الله عنها بأن تشاهد رقص الأحباش، بينما كانت رضي الله عنها تقف خلفه صلى الله عليه وسلم واضعة خدها على كتفه الشريف تنظر إلى الأحباش وهم يرقصون، وكان يقول لها ﷺ هل اكتفيت ؟ فتقول لا … تريد أن تعرف مقدار حبه لها، فلم ينهرها ولم يقل لها كفى لقد تعبت؛ مشهد يظهر قمة الحب والعطف والحنان، كيف لا ورسول الله ﷺ أعظم من أحب وأعظم من يُحب، إن هذا لهو الحب الحقيقي الذي نفتقده في حياتنا الزوجية. ثم فُتح باب الحوار للمداخلين، حيث شارك فيه مجموعة من الحضور منهم: د. زيد الفضيل، د. يوسف العارف، د. محمد خضر الشريف، د. أشرف سالم، د. إسماعيل كتبخانة، مشعل الحارثي، أمين فارسي، المخرج عادل زكي، د. محمد سالم الغامدي، الشيخ سليمان العلو، خليل الغريبي؛ خضر العمري؛ فيصل الحارثي. وفي الختام قامت الأسبوعية كعادتها بتقديم شهادتي تكريم لضيفي الأمسية، قدمها سعادة “د. زيد الفضيل” للمحاضر، والأستاذ “د. إسماعيل كتبخانة” لمقدم الأمسية.