ابتسمت لي هذه العبارة وأنا أسامر روح كتاب، فأغراني تبسمها، ثم رمت خواطر جمّة في فكري،فرحتُ أطرق أبواب الألفاظ، والمقالات، والمعاني حتى امتلأت من خواء الروح..!
هل خواء الروح هو فقرها، أم جدب يصيب الأحاسيس، أم امتلاءٌ فارغ؟!
لعله كان زاوية في النفس ممتلئة من كل شيء وفي الوقت نفسه مليئة بالفراغ..!
ذاك الفراغ المشبع باللهث وراء الرغبات، فيظل المرء معه يقتني و يقتني دون حاجة … حتى يرضى ويشعر بسعادة لحظية يخر جمالها في نفسه عند ظهور غيرها في نفسه، فتبدأ رحلة الركض من جديد، وتكتظ الزاوية فراغًا أكبر من سابقه!
فمع كل ركضة يزداد خواء هذه الروح التي لن تكف عن الطلب حتى لو أخذت كرسي العرش!
لا يسد هذا الفراغ إلا الشعور بالقناعة، وتلك الأحاسيس اللطيفة النقيّة التي تُسر بالموجود ولا تتحسر على المفقود!
فالقناعة تجعلك تبصر الأشياء بعين الرضى، فتفرح بالقليل اليسير، وتنشرح بالموجود ولو كان غير ثمين، وتلون الحياة في عينيك ألوان تبهج النفس، ثمّ أنها لا تجعل مهنتك السعي و المطاردة الدائمة لكل ما تشتهي!
“أفديكَ لَا تُضني الفؤادَ تَحسُّرا
بعَلامَ كانَ ولَم يَكُنْ ولمِاذا”
امتلاء الروح،
هو أن تعيش الحياة بيومها وتترك لله مستقبلها، وتؤمن أن ما ليس لك لن يكون لك؛ فتتوقف عن التفكير فيه، وتتجه لغيره..
امتلاء الروح،
هو الاستمتاع بكل نعمة لديك والفرح بها في غير غرور..!
الكثير كونه ممتلئ وروحه فارغة..!
خواء الروح متعب، ولعله كان سبب شقاء الكثير دون أن يدرك؟!
دولة بنت محمد الكناني
مقالات سابقة للكاتب