سقطت فاقدة الوعي بعد تلقيها اتصال،بعد انتظار وصول ابنها المتأخر عن حضوره في الوقت المعتاد ابنها البالغ من العمر سبع عشرة عامًا.
غيابه أرعبها لأنها تعرف بأنه منذ سنواته الأولى فاقد لبعض المهارات ولديه صعوبات تعلم واستيعاب،وهذا ما جعلها تتفقده في كل حين وتجعل إخوته يحيطون به، لم يتظلل كثيرًا بقلب أبيه،لأنه فقد أباه منذ طفولته.
بعد سقوطها تلقف الهاتف ابنها الكبير ليتبين ما حصل فإذا برجل يقول:نرجو مراجعة مركز الشرطة فسالم موقوف لدينا. تلعثم ولدها وثقل لسانه بعد استيعابه الأمر فأجاب: حسنًا أنا قادم الآن.
وبعد وصوله اتضح أن سالم وقع ضحية أصدقاء السوء إذا استغلو بساطته وقالو له يجب أن توصلنا لمشوار قريب وانتظرنا في السيارة.
لن نتأخر فقط انتظرنا.
سالم التزم بأوامرهم وهو لايفهم ماذا يحدث فوصل للمكان وترجلوا من السيارة ودخلو أحد المنازل.
وبعد ساعة من الانتظار لحق بهم ليعرف سبب تأخرهم ليقع في قبضة صاحب المنزل.
خطط أصدقاء السوء لسرقة البيت ولكنهم وقعوا في يد صاحب البيت وسالم الذي لا يعلم ما يحدث سجن وهو لا يعلم شيئًا بعد هذه الحادثة. صدم سالم وعاش حالة خوف وقلق، وتدهورت حالته النفسية فحول للمستشفى النفسي.
بلغ سالم الآن الثامنة والعشرين من عمره،بعد إحدى عشرة سنه من الحادثة وفقد الحياة.
نقطة تحول هي التي أفقدته حياته،لأن رفقة السّوء قد تؤدّي بالإنسان إلى الهلاك والضّياع.
اختر خليلك إن كان بجانبك زانك يحفظك في حضورك وغيابك.
صحبةُ الأخيارِ تورث الخير، وصحبة الأشرار تورث الندامة.
أنور بن أحمد البدي
مقالات سابقة للكاتب