الحسد مرض وداء يفتك بصاحبه قبل غيره .. حيث يصيب قلب الحاسد بالضعف والوهن لما يرى أثر النعمة على صاحبها أياً كان نوع هذه النعمة سواء مال أو صحة أو جمال أو شهرة …الخ ، وقد استشرى وانتشر في الآونة الأخيرة بشكل مخيف جداً وخصوصا عندما يبتعد قلب المرء عن ربه !!
لأنه هو تمني زوال النعمة عن غيره وهذا فيه اعتراض على أمر الله تعالى وقضائه ..
فهل إذا زالت هذه النعمة عن غيره سيصبح سعيداً هذا الحاسد لا والله بل سيتعب ولا يستفيد مما في قلبه من ضغينة وكراهية لغيره .. وهنالك يوجد ما يسمى بالغبطة وهذه ليس لها علاقة بالحسد فهي تمني ماعند الغير مثلا بمثل مع عدم زوال ما عنده !!
كان أول حسد في الأرض بين ابني آدم عليه السلام مما أدى أن قتل أحدهما الأخر بعد أن سولت له نفسه قتل أخيه فقتله وحصلت المصيبة بسبب الحسد ..
لكن إذا كان قلب المرء متعلق بربه فلن يتغلغل الحسد إلى داخله !!
كذلك يعتبر الحسد من أسوء الأخلاق الذميمة التى ينهى عنها ديننا الحنيف ..
وكل شخص ناجح له حساده وهذا دليل على نجاحه !!
والحاسد تجده دائماً يقلل من قدر الشخص الذي يحسده ويقلل من نجاحه فقلبه الأسود مليئ بالحقد والكراهية لغيره لأنه أفضل منه في كل شيء وهو يفتقد للأشياء التي ميز الله بها غيره من قرنائه وقالوا قديمًا كل ذي نعمة محسود .
ختاماً يجب علينا أن نطهر قلوبنا من هذه الصفة التى جعلت الناس يتمنون الشر لبعضهم البعض فلن يجني صاحب الحسد إلا الضرر لنفسه وبدنه ..
وكان الله من وراء القصد ..
رحيم عويد المحلبدي
مقالات سابقة للكاتب