فيها تجلت المبادئ العلمية الدقيقة، والتقنيات المائية الذكية، والهندسة المتقنة، والفنون التي تدمج بين ثقافات متنوعة، والرياضيات التي تضمن دقة الأداء.
هي ساعة الفيل التي اخترعها العالم العربي المسلم بَدِيعُ الزَمانْ أَبُو اَلْعِزِ بْنُ إسْماعِيلِ بْنُ الرِّزاز الجَزرِي الذي عاش خلال الفترة (1136م – 1206م)، وهي تحفة بديعة تجمع مجالات العلوم والتقنية والهندسة والفنون والرياضيات (STEAM) من العصر الذهبي للحضارة الإسلامية.
وتعد مثالًا حيًا على أن جذور الثورات العلمية والتقنية المعاصرة متجذرة بعمق في التراث العربي الإسلامي الأصيل، وهي رمز الابتكار الدائم الذي يتجاوز حدود الزمان والمكان، ويشكل جزءًا من الحضارة الإسلامية التي مهدت الطريق للثورات الصناعية الكبرى، ويستمر في إلهامنا نحو المستقبل.
وتعمل الساعة العربية من خلال مبادئ علمية تتعلق بقياس الوقت، وتستخدم تقنية مائية يونانية لتنظيم الوقت مشابهة لأنظمة الهيدروليك الحديثة، ومصممة بتصميم هندسي بديع من خلال استخدام تدفق المياه والتروس، وتمت معايرة الساعة عبر حسابات رياضية دقيقة لضمان دقتها.
وساعة الفيل عمل فني مبهر يعكس الثقافات العريقة حيث يمثل الفيل الهنود والأفارقة، والتنين الثقافة الصينية، وطائر الفينيق الثقافة المصرية القديمة، ويمثل عمل المياه الثقافة اليونانية القديمة، والسجادة الثقافة الفارسية، وتمثل العمامة الثقافة الإسلامية.
والساعة العربية التي اخترعها العالم الجزري قبل أكثر من 800 عام، موجودة نسخة طبق الأصل منها في مهرجان العلوم والتقنية “ستيم 2024” الذي تنظمه واحة الملك سلمان للعلوم حتى نهاية شهر سبتمبر الحالي.