إن لغة الأمر .. ولغة العقوبة .. ولغة العبوس .. تَنفُر منها طبيعة الإنسان صغيرا كان أو كبيرا .. !!
تذكير الإنسان أيا كان بعواقب الفعل من عدمه هو أسلوب تربوي راق.
استثارة تفكير الإنسان بما يمكن أن يحصل له .. هي أسلوب محفز بحيث تجعل الإنسان يتخذ قراره بنفسه من جهة .. وتحثه على التفكير بنتائج الأفعال قبل الإقدام عليها.
وحينما نتأمل المنهج القرآني وسنة المصطفى ﷺ .. تجد التركيز على هذا المنهج بعرض ما أعد الله للمتقين من (جنات تجري من تحتها الأنهار ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير) وفي السنة عن الجنة فيها ( مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) في الوقت الذي يعرض ما ينتظر المكذبين من مآل موجع ومفجع ( كلما نضجت جهودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب )
إلى غير ذلك من منهج الترغيب أو الترهيب .. !!
وحينما يَعلم ويُعلِم الإنسان أنه حينما يمشي في خدمة أخيه ( سواء تم العمل أو لم يتم المهم انها مشى) له من الأجر مثل الذي اعتكف في مسجد رسول الله شهرا كاملا ( كما في الحديث). وحينما يُذكٌَر بأن أجر الصلاة في المسجد الحرام تساوي مائة ألف صلاة .. (وأن أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس) كل هذه وأمثالها محفزات تدفع للعمل .. لحضور العاقبة الإيجابية في معانيها.
أسلوب الاحتقار أو الاستصغار أو الإكراه أو التعنيف لا يتناسب مع طبيعة الرحمة والألفة والسماحة التي يختزنها دين الله .. وليس مطلوبا قبول ما تقول بقدر ماهو مطلوب قول ما يُطلب .. !!
لسنا نلغي ابدا حاجة الإنسان للأمر الشرعي ولكننا نريد تأكيد التذكير بالعواقب لا العقوبات ابتداء.
وعلى كل حال فإن عرض الأمر دوما وأبدا وعلى كل حال يجب أن يكون لينا هينا رقيقا رفيقا حتى ينساب إلى القلوب ( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) وتأمل لمن قيل هذا التوجيه؟ وإلى من وُجه؟
إنه أمر لنبي الله موسى ( أن يتحرى اللين في قوله) لمن ادعى الربوبية من دون الله .. !!
إنه توجيه عظيم ودرس قويم لنا جميعا.
أ. د خالد بن عبدالعزيز الشريدة
مقالات سابقة للكاتب