خصني الصديق / مشعل مساعد بمشاركته في حفل تنصيب الإبن خالد عبدالمعتني عبدالهادي شيخا لقبيلة المغاربة ..
وودت لو كنت حاضراً لكفيت نفسي سؤالها المتجدد : كيف استعاد هذان الرجلان فتوة الآباء ، وهيبة الذاكرة التاريخية : من سطوة الزمن ، وارتخاء الهمم !!! وهو استحقاق لقبيلة كانت عاصمة الإقتصاد ، ومرجعية للوساطه في الخصومة والمنازعات ، ويضرب بها المثل في ( التدين ) وروح الجماعة رغم تباين التشكيلات وأنساق التفكير . وقد اختار الشيخ حسن عبدالصمد أمهات أولاده من بطونها !!!
ولا زال الشاعر سفير القبيلة ووجهها الإعلامي . وقد بلغ من اعتلائه المشهد : أنك تعرف القبيلة من شاعرها . وإن كان هذا يظهر بوضوح في زمن كان فيه الشاعر = النشيد الوطني للقبيلة ؛ فإن متعلقات هذه الحالة ظلت قائمة في العصر الحاضر . وإن اختلفت أغراض الشعر لا زال الشاعر أولوية في الخطاب الثقافي وصدارة المجلس .
مشعل = العميد – الأستاذ – آخر المؤثرين من الكبار – المثقف : لا نختلف على مناقبه وشاعريته في العامية والفصحى ؛ وإن كنت شخصيا أميل إلى قصائده بالفصحى ؛ فهي أقرب إلى لغته ، ولصيقة بثقافته ومنتج بيئته . ولا يتعبك صيد إبداعه في تجليات منجزه الشعري المنقول والمروي . وإن كنا نعرف كثيرا من الشعراء ببيت واحد يعلق بالذاكرة ، فنقيم عليه حجة بلاغة ناظمه فإن قصيدة مشعل – مع حفظ الألقاب – لا تتيح لك خيار الانتقاء ، ذلك أنه يستوفي أغراض شعره دون أن يربك تلقيك بالنقلات ؛ كأنما القصيدة لحنا متكاملا ؛ حتى وإن اعترضتك ( آهة ) فهي مثل ( كوبليه ) في أغنية لسيدة الطرب لا تعدها نشازا ؛ بل تعميقا لحالة نشطة من فيوض المتخيل .
وكل بيت من القصيدة يشكل نبضا في خفقان حياتها وبقائها العضوي ؛ كأنما هي البصر والسمع والفؤاد والسر الإلهي …
يقول :
كنا خفافا إذا ما الشوق اوجعنا
طرنا إليك بنا دمع وطيش صبا
ويقول :
خليص يالحن ايامي وأغنيتي
إني على البعد قد اسكنتك الهدبا
ويقول :
ياخالد العز والأمجاد معذرة
فالناس بالناس والدنيا لمن غلبا
أجدادك الصيد مازالت مآثرهم
قد ورثوا الطيب فانداحت رياح صبا
ويقول :
قبيلتي والمعاني فيك مابرحت
ترنو إليك وتهدي السادة النجبا
لا تثنيك هذه المختارات عن قراءة القصيدة كاملة. إنما هي إضاءات دالة على مكانة هذا الرجل الأدبية والإجتماعية .
مبارك لهذه القبيلة شيخها وشاعرها وحسن جوارها …
محمد علي الشيخ
مقالات سابقة للكاتب