🖋️ اجتماع الأهل له متعة لذيذة في زمن مضى وزمن باقٍ.
أحاديثَ دافئة،وأرواح تحلّقُ في الذكريات،
وتخفّفُّ وطأةَ الثقيل في الحاضر،
وتنثرُ ورودَ الأمل في المستقبل.
مجالسنا قبل بضع سنين ننتظرُ مواعيدها بحب والنفوس توّاقة،
القلوب سبّاقة،وخفيفة في رواحها،
مليئة بالسعة،مهما تزاحمنا في المكان الأرواح تتسع لأنها تسعد بهذا الزحام !
مجالسنا مليئة بالفضفضة،
وجدران تلك المجالس ترتسمُ عليها أحلامٌ وطموحات،
نستمتعُ بأصوات الصغار ودعوات الكبار ..
ونتلّذذ بالبساطة ..
ذاك الزمن الغير بعيد كان خاليًا من اللهثِ خلف الرفاهية وزيادة الترفيه!
في ظلِّ اللهث، وترك المنازل،
تغيرّت روحُ المجالس ..
فأصبحت كالحسناء التي عبثتْ بملامحها عملياتُ التجميل،
ولكن لا أحدَ يلتفتُ إليها؛لأنها نسخة مكررة من الحسناوات؛ جمال بلا طعم !
والجدران شاختْ لشدّة الاهتمام بلا حضور!
وملامح البيوت غاية في الجمال،
ولكن كئيبة لأنها تعاني الفقْد!
البساطة، ولذاذة الاجتماع، وحماس اللقاء، طواها اللهثُ خلفَ الترفيه، وطوابير الانتظار لكوبِ قهوةٍ نظنُّها مُزجتْ بالمتعة!
استفهامُ البحث عن المتعة يتردد في أروقة المقاهي،
وطاولات المطاعم الجديدة،
والمطارات، والتجوال في السيارات بلا هدف !
السفر لأيِّ مكان صار هدفًا،بعد أن كان وسيلةً!
لأنه ببساطة أصبحت حياة بعضنا مسألة تنافس. وثاقها التصوير، والتوثيق كمشهد تمثيلي مشاعره زائفة في الغالب (شاهدوني أنا هنا ..أنا سعيد!)
كم خططنا للخروج وترك منازلنا لأجل الترفيه!
والحقيقة أن الخطّة هي تركُ السعادة الحقيقية الموجودة في منازلنا..
في غرفنا الدافئة ..
ووجوه أطفالنا..
في صدورنا التي تعاني جفاف التواصل مع العائلة،
في الروح التي لو مُلِْئت رضًا لكفّتْ،وعفّتْ عن اللهث بلا جدوى!
حتى فوضانا الداخلية التي تحتاج إلى ترتيب لا يرتّبها إلا المكثُ في المنازل !
منازلنا تشتكي التذمّر والغياب!
وتتعجب من شعور أهلها بأن الدراسة قيد!
والإجازات فرصة الهروب منها نحو الحرية !
منازلنا ملأىٰ بأشياء قيمتها عالية جدًا!
لمّة أهل،وفنجان قهوة سكرها أحاديثهم،
ولقاء مليء بالثرثرة ..ونومة عميقة،
وأشياء كثيرة كلما أهملتها ضاعت !
وفي آخر نَفَس للهث قلمي هنا :
المتعة مباحة ولكن لا تكلّف نفسك فوق ما تطيق!
ولا تبحث عمّا لا تحتاجه!
النفْسُ هوى،إن لم تقدها قادتك !
الرفاهية في الرضا،والسعادة في القناعة!
وإجازة سعيدة بلا لهث..
✍️مها بنت محمد البقمي
مقالات سابقة للكاتب