🖋️ تأتي منصة ثقافة الطفل التي أطلقتها وزارة الثقافة مؤخرا، مواكبة للغة الانفتاح الرقمي الذي يشهده العالم، وهي بهذا الحراك الإنساني، تولي دعمها التوعوي التنموي لثقافة الطفل، وترتكز على مبادئ وأهداف قيمية مجتمعية، ارتسمت ملامحها من رؤية جعلت للإنسان قيمة في نهضة الأوطان.
وترسم “المنصة” ثقافة مستقبلية للطفل، ليس السعودي فقط، بل حتى الطفل العربي، لينغمس الجيل في عالم رقمي آمن، يستقي منه الفنون والآداب والعلوم والتقاليد والمهارات والقيم، وتتجدّد همته مع الأنشطة الرقمية، فيجد الطفل وأسرته ومجتمعه ما يلامس تطور نموه وإبداعه، ويهذب شغفه، وتحسّن جودة اتصاله بلغة جمالية، وهذا لا يكتمل إلا في منظومة مؤسسية آمنت بالطفل وجعلته في قرارها نقطة حاسمة.
تنوّعت أقسام المنصة من المعالم التراثية والشخصيات الثقافية والفعاليات القصصية والأحجية، ليتأسس الطفل بمنهجية متنوعة من الفنون والآداب والمهارات، ومنها تتبلور ملامح جيل المستقبل، وهي بحاجة لمشاركة وصقل وتدريب تجذبهم لروافد الثقافة المختلفة: من كتاب مدرسي، وقصص وأشعار أدب الطفل، ومن المجتمع والبيئة المنفتحة على العالم، ومن جهازه الرقمي المصاحب له.
وتعد المنصة رافدا جمع هذه العوالم ورسم للطفل خارطة استقاء الثقافة من الفعاليات المقامة في كل مناطق السعودية، وفي المعالم الأثرية والمتاحف التراثية، فينغمس بتاريخها وينبهر من عظمة من أقام حضارتها، فينقل التجربة المدهشة بتوجيه ميوله الترفيهية مع الكتيبات القصصية والرسم والتلوين، كما سيجد لصوته رحلة نقاش حوارية، تهذب فكره وتحسن منطقه من خلال البودكاست، وأدلة متكاملة للأنشطة وشروطها وتوقيت المنافسة بها.
ختاما، المنصة محطة تحوّل لمواهب الصغار، جهود تُذْكر فتشكر، وهنا تكتمل الإنسانية “من هذب طفلا ليسمو ثقة على مسرحه، فقد شكل إنسانا يسكبُ بالفن صنعته”.
✍️ شوقية بنت محمد الأنصاري
كاتبة وأديبة ومشرف تربوي في وزارة التعليم
مقالات سابقة للكاتب