ما أن يدخل الشهر المبارك حتى يتغير الكون و تحل البركة في كل شي وتتنزل الرحمات ويعم الخير حتى ليخيل إليك أن كل ما حولك ينبض بالحياة والإيمان . ترى الخير بادياً على كل الوجوه حتى تلك التي أعتدت رؤيتها متجهمة . تمر أيامه سريعة كعقد انفرط . أياماً تحفها نفحات الرحمن وليالٍ تغشاها الرحمات .
يمر رمضان على كل القلوب فيبث فيها الحياة فتغدو قلوباً رحيمة تحب الخير وتحرص عليه . وعلى كل النفوس فتغدو نفوساً طيبة تفيض محبة ورحمة وسروراً . يأتي رمضان فيبسط رداءه رداء المحبة والطاعة والعبادة فتمتلئ النفوس خشوعاً لله وقرباً منه و تصفو النفوس وتدنو من خالقها فيفيض عليها كفلا من رحمته .
إنه رمضان الذي يضفي على الكون كله جمالاً وعطاءً وسعادة ً وروحانية تجعل نفسك تحلق في سماء العبادة وتقترب من صورة الملائكة خشوعا وصفاءً . حيث تصفو نفسك وتسمو روحك فتجد لذة في الطاعة وحلاوة في الذكر وخشوعا في الصلاة وتدبرا في الآيات .
دعونا نعيش رمضان هذا العام بشعور مختلف فقبل دخوله أنوي في نفسك وفي سريرة قلبك أن تصوم تعظيماً لأمر الله وطمعاً في محبته فتغدو أعمالك كلها في هذا الشهر طلباً لمحبة خالقك لك فتقبل على صلاتك خاشعاً تريد أن تنال بها محبة الله . تتعرض للأذى فتصبر طلبا لمرضاة الله ومحبته وقس على ذلك .
ستعيش بشعور مختلف وستنظر للأشياء بمنظار آخر هذا الشعور سيضفي على صيامك معنىً آخر ورونقاً جميلاً ستشعر بحلاوة الصيام فعلاً إنها تجربة جديرة بالتطبيق جرب حلاوة القرب من الله ونيل الرضا منه ليكن همي وهمك في هذا الشهر أن يرضى الله عنا وكيف نرفع مستوى الصلة مع الله فتكون حركاتنا وسكناتنا كلها بحثاً عن رضى الله .
ختاماً … إن بين رمضان والجنة علاقة وطيدة تستحق أن نعيشها بنفوس مشتاقة الى الجنة .
الجنة حيث نتمنى.
عيد الرحمن مصلح المزروعي ـــــــ مكة المكرمة
مقــالات سابقة للكاتب :
مقالات سابقة للكاتب