نعيش في صراع دائم مع الزمن، نلاحقه كما لو كان مخلوقًا هاربًا من بين أيدينا، نتسارع نحو أهداف نعتقد أنها مفتاح النجاح، لكننا نغفل عن أن كل هذا العجل ليس إلا عبثًا.
إذا توقفنا للحظة، سنجد أن التسابق الذي نعيشه ليس سوى وهم يجعلنا نركض خلف شيء قد لا يكون له معنى في النهاية.
كيف يمكن للمرء أن يعتقد أنه يمكنه تعديل مسار قدره بتسارعه المفرط؟
كيف لا ندرك أن كل شيء في الحياة له وقته الذي لا يتأخر ولا يتقدم؟
لماذا نُصّر على أن الوصول السريع هو المعيار الوحيد للنجاح، بينما الحقيقة أن اللحظة التي نعيشها هي الأهم، بغض النظر عن الزمن الذي يقاس به؟
ما جدوى العجلة إذا كانت الرحلة نفسها تستحق أن نعيشها بكل تفاصيلها، دون ضغوط أو هموم تلاحقنا؟
كيف لنا أن نعيش في سباق مع الزمن، في حين أن الحياة مليئة باللحظات التي تستحق أن نغمرها بتأملنا وتقديرنا؟
هل من المعقول أن نمر من خلال تجاربنا بهذا القدر من السرعة، دون أن نغتنم الفرصة لتذوق لذتها؟
نحن لا نركض نحو وجهة، بل نعيش كل لحظة كما هي، بمرارتها وحلاوتها.
العيش هو الهدف، وليس الوصول.
ما نحتاجه ليس السعي وراء النهاية، بل الاستمتاع بكل خطوة على الطريق.
✍️ سارة بنت تركي المطيري
مقالات سابقة للكاتب