اشتكى عدد من مواطنين محافظة خليص وما جاورها ، وخاصة سائقي المركبات على طريق الحرمين المتجهين إلى المدينة المنورة ذهاباً وإياباً إلى مكة المكرمة ، من انبعاث روائح كريهة مصدرها بحيرات ومياة الصرف الصحي لبلدية خليص ، ومصبها شمال غرب منطقة الدف (خلف جبل جمدان).
وتجري المياه بجوار الطريق السريع ولمسافة كيلو ونصف تقريباً نحو الشمال ، ثم تعبر الطريق وسط عبارة سيل وتصريف لمياة الأمطار ، وتتجه لتصب بمزرعة غرب الطريق .. وهنا كارثة أخرى .
ومما زاد الأمر سوءً أن البحيرات التي تكونت نتيجة صب صهاريج الصرف الصحي بها وبشكل عشوائي ، أصبحت مكان يرتاده جميع العاملين في الصرف الصحي دون أدنى رقابة حتى حدثت الكارثة وانفجرت سدود تلك البحيرات نحو الغرب ، لتلوث الأجواء وتفسد الحياة البيئية القريبة منها ، وتوفر مياه غير صالح للاستعمال البشري ، بل إنها أصبحت مرتعاً لكل الحشرات الطائرة والزاحفة الضاره منها وغيرها ، ومع كونها تقع غرب جبل جمدان الذي يحمل اسم تاريخي ، فـ كان يجب الاهتمام به أو على الأقل تركه كما هو .
وتأتي هذه الكارثة البيئية متزامنة مع توجيهات مستشار خادم الحرمين ، أمير منطقة مكة المكرمة، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ، خلال جولته على المشاعر المقدسة ، حيث وجه بتحويل الكتل الخرسانية إلى مناطق خضراء والاهتمام بجمال المكان وزراعة الأشجار ، وإبعاد كل ما يشوه طريق الحجاج أو يعكر صفوهم .
لگن بلدية خليص لديها توجه آخر في هذا الصدد ، فـ بحيرة الصرف الصحي هذه مثال على الفساد وعنوان لكل تخطيط فاشل ، هذا وإن وجد تخطيط من الأساس .
إن تصريف مياة الصرف الصحي بهذا الشكل وبذلك المنظر؛ لهو أكبر دليل على الفساد الذي ظهر على السطح بصورة قبيحة ومنظر لا يقبله أي مسؤول مهما كبرت مسؤوليته أو صغرت ، وعليهم جميعاً أن يتداركوا الأمر قبيل عودة الحجاج من المدينة المنورة بعد بضعة أيام.