فتياتنا .. والمقاصف المدرسية!

عام دراسيِ  جديد وفكرٌ  تعليمي جديد ورحلةٌ  أخرى في مسيرة حياتنا وحياة طلابنا وطالباتنا .

في كل عام ..  ما أن ينتهي الحُلم حتى نستأنف ونَحْلُم بأُمنيات جديدة لم تتحقق في الأعوام السابقة
فجٓديدُنا هذا العام (( المقاصف المدرسية )) وما آلت إليه .. وعقود تشغيل المقاصف في حلتها الجديدة وثوبها غير المعهود ، والذي يبدو أن مقاسه  لا يناسب فتاة خليص المرفهة.

المقاصف المدرسية هذا العام وما طرأ عليها من آلية وما أدراك ماطرأ !!  حقاً راقت لنا الفكرة التشغيلية ولو أننا كنا نأمل أن يكون خلف هذه الفكرة خطة جديدة للإنتاج والتشغيل والتوظيف ، وفرصة جيدة تحقق أهداف على جميع المستويات ، كمستهلك وكمؤسسة حكومية وأيضاً بيئة مهنية وعيش رغيد لأصحاب الدخل البسيط وذوات الظروف المعيشية التي تطمح للحصول على باب رزق واسع الرحب.

 عندما ارتمى ذلك التعميم بين يدَيّ بصفتي إدارية في إحدى مدارس محافظة خليص ، فقد سرني ذلك التعميم وقد أطلق لمخيلتي الانطلاق لتجوب أُفق الأماني فقد تمنيت وجميعنا نتمنى أن :

-تحظى الطالبات بخدمة مقصفية لوجستية ربحية بعض الشيء وعادلة ومنصفة كل الشيء ، وهذا هو الهدف الألماسي في جميع الأحوال.

-دخل ثابت للمدارس جراء إيرادات إيجار المقاصف المدرسية ، وحتماً سيزيح عن كاهل المديرات عناء التشغيل الشيء الكثير .

-أن يتاح للفتيات السعوديات الشابات من بنات المحافظة ، باب رزق مكفول الفائدة للجميع كموظفة مستقرة مادياً.

ولكن ما نراه ومانحن بصدده ، ومانحن عنه غير مؤيدين ، وجود وظائف في المجال المقصفي برواتب زهيدة لاتكاد أن تفي متطلبات الحياة الكريمة لفتاة تطمح أن تكون موظفة تتكفل بـ مصاريفها الخاصة
، فوجود شركة تشغيلية تقوم بتمويل أكثر من ٤٢ مدرسة في المحافظة ، هذا جدير بالمقارنة بما يحصلن عليه نظيرات بناتنا في مدينة جدة، حيث أن الدولة قامت – شاكرة – بتحديد مالايقل عن ٣٠٠٠ ريال لأي موظف أو موظفة سعودية في القطاع الخاص ، وكلنا نعلم ذلك ولكن تغرد شركة مقاصف خليص خارج السرب ، فليس من المعقول أن تتقاضى فتاة خليص راتبا  لايتجاوز مبلغ الألف ريال نظير خدماتها خلال اليوم الدراسي ومايترتب عليه من مهام وظيفية ملقاة على عاتقها من بيع ، وتجميع ، ومتابعة صلاحية مشتريات ، ومسؤولية دوام من السابعة صباحاً حتى الثانية عشر ظهراً أو يزيد ، هذا ناهيك عما تتكبده من مصاريف مواصلات وخلافه ، فـ إذَا كانت المواصلات من منطقة غران إلى أم الجرم تقدر بمبلغ ٧٠٠ ريال أو ٥٠٠ كأقل تقدير، هذا لو افترضنا أن موظفة مقصف قُدر لها أن تشغل حيزاً وظيفياً في مدرسة بأم الجرم بينما تسكن غران أو السهم – على سبيل المثال لا الحصر -.

هذا ويتبادر للأذهان ماهي الحلول المقترحة لهذا الوضع ؟! ، فلا حلول مؤقتة إلا بعد إزالة العصب المؤلم وليكن علاجه أشد مرارة بأن يصرخ صوت المجتمع بكلمة واحدة ، بصوت واحد ، وإرادة قوية واحدة ، ( فتاة محافظة خليص تبقى في منزلها تشاهد برامج عالم الصباح خير من أن تعمل براتب أقل من (٣٠٠٠) أسوة بمقاصف مدارس جدة ).

<< همسة >>
لست بحاجة راتب لا ترضاه خادمة في هذا الزمن .

 

ليلى عبد المحسن الشيخ

مقالات سابقة للكاتب

16 تعليق على “فتياتنا .. والمقاصف المدرسية!

بنت خليص

موضوع مهم فعلاً والله راتبهم ذا ما حيكفي ثمن المواصلات مين يشتغل ب٨٠٠ ولا ب١٠٠٠ ذا الزمن
شكراً للكاتبة القديرة ليلى الشيخ على طرح هذا الموضوع
غبتي طويلاً وجديدك دائماً ممميز

ام رهف

رااائع ياليلى المقال بكل ماتعنيه الكلمة صراحة كلام في الصميم
رواتب الخادمات اصبحت لاتقل عن ٢٠٠٠الى ٣٠٠٠ريال فكيف نرضى لبناتنا السعوديات بالعمل براتب من ٧٠٠الى ١٠٠٠ريال

إحساس

صحيح راتب لا ترضاه خادمة… شكرا ليلى ع طرح هذا الموضوع

فوزية المولد

سلمت يداك ولسانك وقلمك فعلا موضوع نرجو ممن هما في مكان المسؤليه النظر فيه بعين الإعتبار خصوصا هنا مستفيد خفي في هذا الموضوع لاتستفيد ولاترجو منه البلد خيرآ

قلبي يتمزق

رااائع ياليلى المقال بكل ماتعنيه الكلمة صراحة كلام في الصميم وعلى فكرة بعض المدارس زي مدرستنا مثلاً يبغون موظفات في المقاصف براتب ٧٠٠ريال لان عدد الطالبات قليل مين اللي ترضى في هذا الوقت تشتغل بهذا المبلغ ؟

فتون

ممتاز ممتاز فعلاً كلنا نتألم من طريقة الاستغلال الادمي وعيني عينك
وااصلي ياليلى فيستحقون بناتنا الوقوف بجانبهم ووقوفك معهم دليل إحساس بالمواطنة والمسؤولية

شذا مهنا

نشكرك على الطرح الجميل سائلين الله أن يصل الى المعنيين بذلك وأن يكون اكثر من مجرد كلام بأن يحقق ما دعا إليه وأن يكون هذا العام بداية خير على الجميع ??.

عبدالرحيم الصبحي ـ أبو أوس

موضوع مهم جدا ورؤية من قريب يجب النظر إليها ولعلي أشارك بعيدا عن الحالة الإنسانية التي ذكرتها الكاتبة والتي تلخصت في حقوق القائمة على المقصف . فالأمر يحتاج إلى نظرة شاملة لذا اسمحي لي أن أبدأ بأهم نقطتين وهما المكان الذي خصص للمقاصف وماذا يقدم في المقاصف فسلامة أولادنا تأتي قبل تعليمهم .
أولا الأماكن المخصصة للمقاصف المدرسية يحتاج إلى أن آمنة ونظيفة في مبانيها ووسائل السلامة الصحية من تهوية وتبريد ومكان للجلوس وحوافظ الطعام وتخزين الماء والعصير
ثانيا : الأطعمة المقدمة ومدى تأثيرها على صحة الأولاد ومراعاة القيمة الغذائية مهم جدا ومراعاة تواريخ انتهاء صلاحية الأطعمة والمشروبات .
ثالثا : اللجنة المسؤولة عن متابعة المقصف المدرسي في المدرسة ودورها المفقود لأنها أسماء لا يتجاوز في كتابتها الورق .
رابعا : للأسف التسمية المقصف المدرسي تسمية قاصرة ونظرة سيئة بماهية المكان ودوره .
ولذلك أسلوا أولادكم أين المصروف ؟ لماذا أعاد الابن أو البنت مصروفها .
وبالنسبة للأبناء لا تنسوا العامل الذي يبيع في المقصف هو نفسه الذي يغسل السيارة ويمسح البلاط بالمساء فلماذا نلوم أولادنا ؟
الوزارة التي تعلم أهمية ما تقدمه للأولاد وتعرف للأولاد احتراما ستجد في مخططاتها بحثا عن تطوير مثل هذا المرفق المهم والأجدر به الاتفاق مع شركة متخصصة في التغذية لإيجاد مصلحة مشتركة بين الوزارة والشركة حينما تهتم الشركة بتجهيز المكان المخصص أو بناءه إن لم يكن موجودا ويترك لها حدود العمل المميز لنقدم اماكن لأفطار طلابنا نستطيع أن نطلع العالم عليها بأن أولادنا يفطرون في مدار سهم هنا .
ولكننا سنظل خلف قانون يبقى الوضع كماهو عليه وعلى المتظرر إفطار ابنه أو بنته .

......

كلام صحيح ياليلى راتب 1000 أو 1200مايكفي الآن راتب الخدامه أكتر جزاك الله الف خير ع الكلام من جبتيه ع الجرح

فاطمة

موضوع مميز وهادف جميعنا استبشر بخير عند سماعنا بتشغيل المقاصف المدرسية بعقود لسلامة بناتنا الطالبات وتوفير الغذاء الصحي لهم و توفير وظائف لبناتنا العاطلات بورك نطقك وبورك قلمك ودمتي بسلام

الصريح

أتمنى أن تكون المقاصف المدرسية يعمل بها ويديرها الأسر المنتجة في مدارس البنات بسعر معقول وهذا لايكون الا بتظافر الجهود أولا بالتعليم وإدارته وأن تطالب كل مديرة مدرسة بذلك فالندعم هذه الفكرة.

Moon

سلمت يمينك ????
فعلا كلامك صحيح .. ان شاءالله يوصل لأحد المسؤلين وتكونين سبب بعد الله في ان تتحسن رواتبهم للافضل ??

Sun

رائع جدا المقال وفي الوقت المناسب لعله يجد اذان صاغيه قبل بدء العام الدراسي وفقك الله

درة

مقال رائع ويلامس الواقع ..يجب ان اكون هناك وقفة مخلصة من المسؤولين في ( راتب لاتقبلة الخادمة )

مريم عمران

كنت أتسآل عن جديدك ليلى فإذا بك
تفاجئين الجميع بهذا الموضوع المميزفعلا
صحة بناتنا ليست سلعه تباع وتشترى ومن ستعمل في المقصف مواطنه سعوديه تستحق ان تستلم راتب يتناسب مع ما تقوم به من جهد.. . مع خالص شكري وتقديري

شجن الورد

مقال ممتاز. من كاتبة تخطت مرحلة الامتياز. فلن نغفل تلك الملاحظة. فكاتبة تملتلك اكثر نسبة مشاهدات واكبر نسبة تعليقات في هذي الصحيفة منذ ان خط قلمها و من الوهلة الاولى فهذا يجعلها جديرة بأن تنتقى المواضيع التي يرن لها الشارع الخليصي على وجه العموم والمجتمع التعلمي النسوي على وجه الخصوص
موضوع فعلاً ييدمي قلوبنا ويحزننا بقاء الحال على ماهو عليه وعلى المتضرر افطار ابنه او ابنته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *