لم تر عيني أطيب من قلبه وسلامة صدره ،، كريماً معطاءً ،، كان يزرع ويحصد في مزرعته فإذا جاء المساء ذهب ببعض المحصول ووضعه عند أبواب بعض أقاربه وجيرانه ، وبعض المحتاجين من الفقراء والمساكين ،، وأما صلاته فكان من أشد المحافظين عليها من صغره إلى أن توفاه الله ، و كنت أفرح كثيراً حينما أسمعه يرفع صوت الأذان …
عُرف – رحمه الله – بالوفاء لرحمه وأقاربه وجيرانه وأصدقائه،، في آخر حياته نسي كل شىء إلا حمد الله وذكره ،،، أكرمني ربي بمرافقته بعض الوقت في المستشفى آخر أيامه ، وكان يئن من شدة الوجع فإذا قمنا بتشغيل صوت الشيخ عبدالله الخليفي وهو يقرأ القرآن ، توقف جدي عن الأنين وبدأ يستمع لكلام رب العالمين…
كان رحيماً ،، حليماً ،، رؤوفاً ،، عُرف – رحمه الله – بالإصلاح بين الناس وكان ملاذاً وملجئاً بعد الله لبعض الناس في حل قضاياهم ومشاكلهم ،،، عاش في طفولته حياة قاسية بفقده لوالديه ، ولكنه واجهها بالإيمان والصبر والإرادة …
أكرمه الله بتسعٍ من البنات أكرمهن وأحسن تربيتهن وزوجهن جعلهن الله حجاباً له من النار ، وأكرمه الله بثلاثة من الرجال يحبونه ويبجلونه ويدعون له كما رباهم صغاراً ….
كل من عرفه أحبه وأنس بالحديث معه ،،، رعاة الأغنام وغيرهم من العمالة يفرحون بالعمل معه لطيبته وتعامله اللطيف معهم وإكرامه لهم …
كان رحمه الله يحرص في نهاية الأسبوع على جمع أبنائه وأحفاده وكنا نأنس بالحديث معه ونستمتع بالجلوس بين يديه …
جدي يعجز الكلام والبيان عن الذكريات الجميلة معه ، ولكن لا نقول إلا اللهم أجمعنا به سرمدية أبدية في جناتك جنات النعيم.
نايف الصحفي
مقالات سابقة للكاتب