[ تعرف الأمم بتاريخها ، ويعرف التاريخ بكتابه ]
إن بقاء اسم الأمم ببقاء ما قدموه للعالم من حضارات وأمجاد جعل هذه الأمم يبقى ذكرها رغم مرور القرون على فناء تلك الأمم .
وحضارة الأمم جزء من تاريخها ولبقاء الحضارة ودوامها أساسيات كثيرة ، منها على سبيل المثال لا للحصر (الإنضباط في السلوك المجتمعي والفردي) ، فمتى وجد الإنضباط بين أفراد المجتمع ، فإنه سوف يبني له حضارة ويؤسس له تاريخ ويورث له مجد يشار إليه بالبنان ويضرب به المثل .
ماهو الإنضباط الذي يؤدي إلى هذا المجد وذاك التاريخ ؟! .. إنه يكون في التالي :
أولاً : الإنضباط في السلوك العام وذلك بالتقيد بالتعليمات التي تصدر من الحاكم والمسؤولين في البلد ، والعمل على تفعيل تلك التعليمات والأوامر التى ماوضعت إلا لمصلحة ذلك الشعب وحفاظاً على مقدرات الأمة.
ثانياً : المحافظة على مقدرات وممتلكات ذلك الشعب ، وذلك باستخدام كل ما أنشئ لخدمة المواطن الاستخدام الصحيح والأمثل ، والإبلاغ عن كل من يتسبب في تعطيل تلك الخدمات ، أو يسئ استعمالها والإبلاغ عند توقفها ، والعمل على عودتها مرة أخرى .
ثالثاً : مساعدة الدولة في تطبيق الأنظمة التي تصدرها ، والمحافظة على الممتلكات التي أوجدتها لخدمة أبناء الشعب ، ومتى حققنا هذا السلوك وعملنا سوياً ، فإننا سوف نسعد بحياة سعيدة وطمأنينة وأمن ورقي ، ينبهر به الزائر عندما يراه.
وما دعاني لكتابة هذا الموضوع هو ما رأيته في أحد البلدان ذات التاريخ والحضارة منذ القدم وحتى اليوم ، من انضباط أفراد ذلك الشعب صغيرهم وكبيرهم ، وشيبهم وشبابهم ، ورجالهم ونسائهم ، واحترامهم لنظام بلدهم ، وتطبيقهم له ، وتبليغ عن كل من يخالف أو يتلف شىء .
وقمت بالمقارنة بين سلوكنا وسلوكهم ، فوجدت بونا شاسعاً بيننا وبينهم .. يا ترى ماهو السبب في ذلك ؟! .. هل هو الانضباط لديهم واللامبالاة لدينا ؟! .. هل هو حبهم لوطنهم ، أليس لدينا حب لوطننا ؟! ، أليس لدينا موروث حضاري نحافظ عليه مثلهم ؟!
فيا أبناء وطني هلا راجعنا حساباتنا ، وننظر لما حولنا من الحضارات ، ونسعى للمحافظة على ما اكتسبناه من موروث الآباء والأجداد.
عبدربه المغربي
مقالات سابقة للكاتب