الإدارة المهترئة.. مظلة مثقوبة في زمن العواصف

تخيل أنك واقف على قمة جبل وطُلب منك القفز. هل ستنشر ذراعيك وتتوهم أنك ستحلق بسلام معتمدًا على سرعة الجاذبية؟ أم أنك ستغامر بمظلة قديمة مثقوبة وتجرب حظك؟
لا شك أن هذه الخيارات لا تنتمي إلى منطق العقل، فالخطوة الأولى لأي قرار عاقل هي توفير الأدوات السليمة، التأكد من سلامتها، ثم وضع خطة آمنة للنزول.

هنا تتجلى صورة بليغة تشبه واقع المنظمات التي تواجه التغيير والتطور المتسارع. فهل يمكن أن تُسلَّم قيادتها لإدارة مهترئة قابعة على مقاعد العجز، تخشى التفكير الإبداعي وتتمسك بالتخطيط التقليدي؟
إنها إدارة لا تختلف عن مظلة مثقوبة:
• إدارة فقدت فاعليتها وترهلت.
• تكرر الأخطاء نفسها بلا مراجعة أو محاسبة.
• تفتقر إلى الشفافية والجرأة في مواجهة الحقائق.
• وتستبدل الكفاءة بالمجاملة، والجوهر بالمظاهر الشكلية.

مثل هذه الإدارة لا يمكن أن تقود إلى التغيير، بل تجر المنظمة نحو العطش، كمن يلاحق سرابًا وهو يتوهم أنه سيجد الماء.

القائد الحقيقي ليس من يتزين بالشعارات أو يحتكر الأضواء، بل هو من يخلق بيئة تجعل الآخرين قادرين على الإنجاز العظيم. كما قال الرئيس الأمريكي رونالد ريغان: “القائد العظيم ليس بالضرورة أن يكون الشخص الذي يقوم بأشياء عظيمة، بل إنه هو الشخص الذي يجعل الناس يفعلون أعظم الأشياء.”
ويؤكد جاك ويلش: “قبل أن تكون قائداً، فإن النجاح يعني أن تطور نفسك. وعندما تصبح قائداً، فإن النجاح يعني أن تطور الآخرين.”

إذن، إن أرادت المؤسسات أن تنجو من عواصف التغيير وتستثمر في المستقبل، فعليها أن تخلع المظلات المثقوبة، وأن تبني إدارات واعية، متجددة، مرنة، تؤمن بالشفافية، وتحفز الإبداع، وتصنع قادة يزرعون الأثر لا الوهم.

أنور بن أحمد البدي

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *