الحُبُّ رِزْقٌ

هَلْ كَتَبْتَ رِسَالَةً إِلَى مَنْ تُحِبُّ؟

وَهَلِ الحُبُّ إِلَّا رِسَالَةُ النَّفْسِ إِلَى نَفْسٍ، تُوَافِقُهَا وَتُعَانِقُهَا وَتُحِسُّ بِهَا، وَتَحْنُو عَلَيْهَا وَتَحْتَوِيهَا؟

الحُبُّ هُوَ تِلْكَ التَّضْحِيَةُ بِلَا نِهَايَةٍ، وَتِلْكَ البِدَايَةُ بِلَا نِهَايَةٍ.

قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (رُزِقْتُ حُبَّهَا)، نَعَمْ، هُوَ رِزْقٌ يَسُوقُهُ اللهُ.

وَقَالَ ﷺ حِينَ سُئِلَ: (مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ).

الحُبُّ حَيَاةٌ

الحُبُّ قِسْمَةُ الأَيَّامِ عَلَى لَحَظَاتِ السَّعَادَةِ.

الحُبُّ رُوحٌ أُخْرَى تُحِسُّ بِكَ، وَتَحْمِلُكَ فِي طَيَّاتِ نَبْضَاتِهَا.

الحُبُّ تِرْيَاقُ الحَيَاةِ، خَلَقَهُ اللهُ طَبِيبًا لِلْعِلَّةِ، وَشِفَاءً لِلْسَّقَمِ، وَدَوَامًا لِلْأَمَلِ.

وَمِنْ نُزِعَ الحُبُّ مِنْ قَلْبِهِ، بَاتَ كَهْفًا مُوحِشًا تَخَافُهُ الأَشْبَاحُ.

وَمِنْ نُزِعَ الحُبُّ مِنْ لِسَانِهِ، غَدَا جَافًّا يَقْتُلُ بِحَدِّهِ، وَيُرْدِي بِثِقْلِهِ.

وَمِنْ نُزِعَ الحُبُّ مِنْ سُطُورِهِ، غَدَتْ صَحْرَاءَ تَهُبُّ فِيهَا السَّوَافِي.

الحُبُّ طَرِيقٌ إِلَى اللهِ

الحُبُّ هُوَ التَّصَوُّرُ الحَقِيقِيُّ لِلْحَيَاةِ.

قَالَ اللهُ جَلَّ جَلَالُهُ: (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ).

وَمِنْ صِفَاتِ كَمَالِهِ وَنُعُوتِ جَلَالِهِ: المَحَبَّةُ.

وَالْمَحَبَّةُ طَرِيقٌ إِلَيْهِ، لاَ تَصِلُ سُبُلُ العِبَادِ إِلَى اللهِ إِلَّا بِهَا.

الحُبُّ سَكِينَةٌ وَاطْمِئْنَانٌ.

قُلْ عَنْهُ مَا شِئْتَ، وَعَبِّرْ عَنْهُ كَيْفَمَا اسْتَطَعْتَ؛ فَهُوَ لَنْ يَكُونَ إِلَّا الحَاءُ وَالبَاءُ.

وَمِنْ كَلِمَاتِهِ ﷺ: (إِنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ).

حِينَ يَغِيبُ الحُبُّ

أَيُّ قَلْبٍ هَذَا الَّذِي يُنْكِرُ الحُبَّ؟

أَيُّ قَلْبٍ هَذَا الَّذِي يَكْتُمُ الحُبَّ؟

أَيُّ كَبْدٍ تِلْكَ الَّتِي لَمْ تَتَصَدَّعْ مِنَ الحُبِّ؟

الحُبُّ هُوَ الرَّحْمَةُ، وَالرَّحْمَةُ حُبٌّ.

أَيُّهَا المُعْرِضُ عَنْهُ، أَيُّهَا البَخِيلُ بِهِ، أَيُّهَا الصَّامِتُ بِهِ:

لا تُخْفِهُ، فَالصَّبُّ تُفَضِّحُهُ عُيُونُهُ، وَلا تَخَفْهُ؛ فَهُوَ السِّرُّ الَّذِي يَتَجَسَّدُ فِي كُلِّ سَكَنَاتِكَ.

دَعْوَةٌ لِلْحُبِّ

أَيُّهَا الأَبُ، هَاتْ حُبَّكَ طَبَقًا يُغَذِّي قُلُوب عِيَالِك.

أَيُّهَا الزَّوْجُ، هَاتْ حُبَّكَ عِقْدًا فِي عُنُقِ زَوْجِكَ.

أَيَّتُهَا الأُمُّ، هَاتِ حُبَّكِ رُوحًا تَتَنَفَّسُ عَبِيرَ أَبْنَائِكِ.

أَيُّهَا المُرَبِّي، صُبَّ حُبَّكَ تَعَالِيمَ تَرْسُمُ مُسْتَقْبَلَ مُرِيدِيك.

أَيُّهَا المُعَلِّمُ، اكْتُبْ عَلَى لَوْحِكَ حُرُوفَ حُبِّكَ وَأَفَانِينَهُ.

أَيُّهَا الخَطِيبُ، عَالِجْ عِبَارَاتِ خُطْبَتِكَ بِالحُبِّ الَّذِي يُخْلِصُ وَيُخَلِّصُ.

خَاتِمَةٌ

أَيُّهَا …، 

كُنْ مُحِبًّا تَغْدُو مَحْبُوبًا.

وَهَذَا هُوَ سِرُّ الحَيَاةِ وَعُنْوَانُ السَّعَادَةِ.

دُمْتُمْ فِي حُبٍّ 🌹

محمد أحمد سالم شلاع

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *