رحم الله والدنا وشيخنا سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ – رحمه الله – .
كان – رحمه الله – منارة للعلم والهدى والصلاح والخير ، أحب ربه جل في علاه فأحب كلامه وكتابه ، فكان مصاحبا للقرآن الكريم في كل أوقاته .
وقد كانت له حال عجيبة مع القرآن في حفظه والحرص عليه وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار ، في بيته وفي عمله وفي سيارته وفي كل أحواله.
وأحب النبي صلى الله عليه وسلم فأحب سنته وكان شديد الالتزام بها علماً وتعليماً وعملاً .
يُحارب البدع ويحذر منها ويكشف عوار أصحابها ، فناله من الأذى ما أرجو أن يكون له رفعة عند الله تعالى يوم القيامة.
وأحب وطنه وولاة أمره فكان يدافع عن هذا الوطن الكريم وينافح عن ولاة الأمر يتقرب بذلك إلى الله عزوجل .
فالوطن هو بلد التوحيد وحصنه المتين ، وولاة أمرنا حماته الذين يدافعون عن ساحته ، ورايتهم ورايتنا التي نفاخر بها ” لا إله إلا الله محمد رسول الله “.
أحب المسلمين جميعاً فأفنى حياته مفتياً ومعلماً ينشر الهدى والخير بالحكمة والموعظة الحسنة ، مقتدياً بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، فأحبه كل صاحب قلب سليم من المسلمين واعترفوا بفضله وتأثروا بفقده ودعوا له وكأنه والدهم وإن لم يروه أو يلتقوا به ، وإن حالت أيضاً المسافات عن حضور درسه الجميل ومجلس العامر بالخير والعلم .
وما نراه اليوم من محبة المسلمين ودعائهم له خير شاهد ، وهذه المقاطع التي تُتداول من فتاويه أو دروسه أو تلاواته – رحمه الله – هي آثاره الطيبة التي تركها خلفه في الدنيا وسيجدها بإذن الله أمامه يوم القيامة أجراً ونوراً ورحمة .

ويصدق فيه رحمه الله قول الشاعر:
المرء بعد الموت أُحدوثة
يفنى وتبقى منه آثــــاره
********
فأحسن الحالات حال امرئٍ
تطيب بعد الموت أخباره
طِبت يا شيخنا ووالدنا في حياتك ، فطابت بعد الموت أخبارك ، نحسب شيخنا ونرجو له والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً .
وأسأل الله أن يجعل مثواه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وأن يجمعنا به وبمن مات من مشائخنا وأحبابنا في مستقر رحمته.
✍️ الدكتور/سعود بن خالد
مقالات سابقة للكاتب