الشعر حجة الأدب ، وديوان العرب ، لا يكاد علم من علوم اللغة والأدب يستغني عن شواهده، أو يخرج في أصوله عن قوانينه وقواعده، فهو محفل من محافل الثقافة والأدب والتاريخ ، فضلاً عن أنه مَجْلى من مجالي الفن والجمال والموسيقا ، لدى أولي الذائقة النقدية والجمالية .
فلا غرو أن يعجب به النبي عليه السلام ويقول: ” إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر لحكمة ” ، وما ذلك إلا لقوة تأثير الشعر ،وجمال معانيه ، ولطف موقعه في النفوس .
وممن قرن الشعر بالسحر أيضاً الشاعر الرجّاز رؤبة بن العجاج في قوله :
لقد حَسُنْتَ أن تكون ساحرا
رواية مَرّا ، ومَرّا شاعرا
ويقول ثاني الخلفاء الراشدين : ” الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أعلم منه ” .
وكتب هذا الخليفة الفاروق إلى أبي موسى الأشعري ” مُرْ مَنْ قِبَلَك بتعلّم الشعر ، فأنه يدلّ على معالي الأخلاق ، وصواب الرأي ، ومعرفة الأنساب” ، وقال أوّل خلفاء بني أميّة: ” يجب على الرجل تأديب ولده ، والشعر أعلى مراتب الأدب” .
كل هذه الأقوال وغيرها تدل على مكانة الشعر عند العرب ، لأنه سجلٌ لمآثرهم ومكارهم، ومعرض من معارض التربية والتهذيب والمتعة ، ولا يزال كذلك إلى يومنا هذا .
خالد حميد بن نويهر الغانمي
مقالات سابقة للكاتب