مع خيوط الصباح الأولى، لم يكن شاطئ سيهات مجرّد وجهة للنزهة، بل ساحة عملٍ تطوعي يلتقي فيها الشغف بالمسؤولية، حيث توافد (25) متطوعًا ومتطوعة يحملون أكياسهم وأدواتهم ليعيدوا للشاطئ صفاءه، ضمن مبادرة إزالة الملوثات البيئية التي أطلقتها بلدية محافظة القطيف بالشراكة مع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي وجمعية أصدقاء البيئة، في استمرارٍ لجهودها المتواصلة ضمن برامج مسارات قياس الأثر التطوعي.

المشهد الذي امتلأ بالحيوية والعطاء لم يكن مجرد تنظيفٍ لموقعٍ ساحلي، بل خطوة رمزية تعبّر عن وعيٍ بيئيٍّ متنامٍ في المجتمع، ورسالة تقول إن حماية البيئة تبدأ من السلوك الفردي وتكبر بالتكاتف الجماعي. فالمتطوعون الذين جابوا الشاطئ جمعوا كميات من الملوثات البلاستيكية، وأسهموا في تعزيز ثقافة المحافظة على البيئة البحرية التي تُعد رئة المدينة ومتنفسها الطبيعي.

وأكدت بلدية محافظة القطيف أن هذه المبادرة تأتي ضمن سلسلة من البرامج البيئية التي تهدف إلى تحقيق الاستدامة البيئية وتعزيز الشراكة المجتمعية، من خلال إشراك المتطوعين في حماية السواحل وتنمية الغطاء النباتي وتحسين المشهد الحضري. كما قدّمت البلدية شكرها وتقديرها لجميع المشاركين، مثمنةً جهود شركائها في دعم هذه المبادرات التي تُجسد روح التعاون والمسؤولية الوطنية.

واختتمت البلدية بالإشارة إلى أن مثل هذه المبادرات التطوعية تُترجم مستهدفات رؤية السعودية 2030 نحو بيئةٍ مستدامةٍ ومجتمعٍ واعٍ يسهم في حماية موارده الطبيعية، مؤكدة استمرار تنفيذ المزيد من البرامج التطوعية الهادفة التي تجعل من البيئة مسؤولية مشتركة وواجبًا وطنيًا قبل أن تكون مجرد نشاط موسمي.