هيبة المعلم

“قُــمْ لـلمعلّم  وَفِّـهِ  الـتبجيلا ..  كـادَ  الـمعلّمُ  أن يـكونَ  رسولا” ..  “من علمني حرفاً صرت له عبداً” .. إن المعلم هو ذلك الجندي المجهول والشمعة التي تحترق لتضئ للغير ، وأنا لست في صدد مدح المعلم لأن كثير من إخواني كفوني ذلك ووفوا وكفوا ، ولكن أتكلم اليوم عن هيبة المعلم التي اختفت إلا مارحم ربي.

لقد كان للمعلم هيبة عظيمة وتقدير جميل من أفراد المجتمع ، ومن أولياء أمور التلاميذ ، والتلاميذ أنفسهم ، وكان يحظى بمكانة اجتماعية مرموقة ، وكذلك له دور هام في المجتمع ، حيث يشارك أفراده في اجتماعاتهم ويناقش ويبدي رأيه ويعرض مقترحاته ، ويعتبر من العناصر المهمة في  تكوين المجتمع ، وكان التلاميذ يتحاشون رؤية المعلم لهم في الشارع أو السوق؛ ليس خوفاً منه ولكن تقديراً له ، فلا يقوم أمامه بعمل أي شىء فيه إساءة له أو لغيره ، كما كان يلبي طلبه حتى خارج نطاق المدرسة ، وذلك كان يُسعد ولي أمر الطالب والطالب نفسه ، فـ كان المعلم لا يُؤذى ولا تتعرض ممتلكاته لأي اعتداء أو خدش أو تلف ، وإذا تعرض المعلم لإساءة فإن أولياء الأمور يقفون معه ، ويأتي الأب مع ابنه للمعلم ويقول له ” لك اللحم ولنا العظم ” ، وكانت المدرسة لها هيبتها واحترامها واحترام من فيها .

واليوم نرى أن هذه الهيبة ضاعت وأصبح المعلم يتعرض للأذى والشتم؛ وأحياناً للضرب تارة من قبل الطلاب وتارة أخرى من قبل أولياء الأمور ، ناهيك عن إتلاف بعض ممتلكاتهم ، فـ أصبح المعلم لا يُقدر ولا يُحترم من قبل الآباء قبل الأبناء ، ولايشكر له جهوده ، ولا تُقدر تضحياته من أجل تعليم أبنائهم ، فـ وصل الحال إلى سب وشتم وضرب المعلم في المدرسة أمام الطلاب والمعلمين ، وكأن هذا الصرح التعليمي ليس له هيبة !! .

يا قارئ كلماتي .. يامن تعرفون الأمر وقد مررتم به .. ماهي الأسباب في ضياع هذه الهيبة؟!! .. وماهو الحل لإعادة هيبة المعلم .. جزاك الله خيراً أيه المعلم ورفع الله قدرك فـ “اصبر واحتسب” .

 

عبدربه المغربي

مقالات سابقة للكاتب

تعليق واحد على “هيبة المعلم

المخلص

مقال رائع أخي أبا نضال .. يلامس واقع بحاجة لمن ينتشله مما وصل إليه والشواهد واضحه والفوارق كبيرة بين جيل أعطي للمعلم فيه هيبة وجيل فقدت معاه هيبة المعلم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *