أفعى الرومان والاغريق التي بيننا

من لايعرف القراءة وغير المتحدث للغة البلد الذي يعيش فيه كـ مقيمٍ ، منحت لهم الفرص لمعرفة أماكن الخدمات ونوعها عبر الرموز كـ تعاونٍ من قبل أنظمة الكثير من الوزارات والمراكز الخدمية ، ومن هذه الرموز الشعار الذي نراه في الصيدليات وفي المستشفيات غالباً ، ألا وهو شعار الأفعى والكأس .. هذا ماكنت أفكر فيه عندما رأيت أحد هذه الشعارات وهذا مابدا لي من الإيجابية في أمر وجود هذا الشعار .

وفي الجانب الآخر وردتني قصه قرأتها لـ “جلجامش” ملك الحضارة السومرية والذي يعتبره السومريين نصف آله ونصف إنسان؛ والذي نسبت له القصص عندما كان يبحث عن الخلود في الحياة ووجد عشبة للخلود الأيدي ، ألم يفكر السومريين آنا ذاك بما أنهم يعتبرون “جلجامش” آله فهل يبحث الآله عن الخلود ؟ ! .

عموماً أخي القارئ .. وجد “جلجامش” تلك العشبة التي أكلتها أفعى وأعادتها للحياة ،  وهناك قصة أخرى مطروحة في الشبكة العنكبوتية من خلال بحثي للموضوع لكي أتاكد منه قبل طرحه ، وجدت اسم ” أسكليبيوس ” والذي يعتبره الإغريق رمز لإله الطب والذي قتل أفعى أيضاً عندما التوت على عصاه بمقصد منه وقتلها ، وجاءت الأخرى تعيد حياتها بعشبة .

في واقع الأمر سواء كان إحدى هذه القصص صحيحة أم لا فهذا أمر جداً ترفيهي لمحبي قصص الخيال ، كما ترى هذا الأمر معي أخي القارئ .. الأفعى تجدد لحاءها وهذا ما أعتقده بنظري ماجعلهم يرونها تعود للحياة وأدخلهم في هذه الدوامة التي تركت أثرا كبيرا في العالم ، ومن خلال أبحاثي الجامعية السابقة عن الطب صادفت كتابا لإدارة المستشفيات للدكتور الأستاذ فريد نصيرات ، والذي ذكر أن المسلمين من اخترعوا الطب والجراحة ، وأن ماضي المسيحيين والغرب والرومان كانوا في دوامات من السحر والشعوذة والأمور التافهة ، ومنها أن الرومان كانوا يطهرون جراحهم بسم الأفاعي ، وفي جميع الأماكن التي يوجد بها العلاج يوجد غرفه مليئة بالافاعي التي يقدسها الرومان ويعتبرونها علاجاً طبياً كجزء أساسي ، والجزء الآخر بالسحر والشعوذة كانوا يجبرون مريضهم عند خروجه على التقدم لتلك الغرف ليقدم القربان للأفاعي شكراً وعرفاناً لها لعلاجه ، وفي الواقع هو ليس مركزاً مختصاً للعلاج وإنما هي دارات الكهنة والمشعوذين ، والمسيحيون كانوا يتعالجون في الكنائس التي ليست مختصة بالعلاج فقط وإنما للإيواء أيضاً وللعبادة …. إلخ ، ولم يكن لديهم جميعاً علاج في الأصل ولديهم علاج من النباتات والأعشاب واستخدامهم لها يثير الضحك و كانوا يحرمون فتح الجسد لاخراج أي شيء داخلي سطحي عليه ، لانهم يزعمون بأن العبث بالجسد تطاولا على خلقة الرب ، ولم يعرفوا بالعمليات الجراحية الداخلية بعد ..

والآن انظر للعمليات التكميلية التي تقام لديهم كـ التجميل والتحويل الجنسي وغيرها ، فأول من أقام المراكز الصحية المختصة لإنشاء العمليات الجراحية والفحص الطبي والسجلات الطبية والأدوية الكيميائية والأدوية العشبية هم المسلمين .

كان ذاك العصر ازدهاراً كبيراً للمسلمين بالطب والكثير من المجالات ، والغرب قاموا بتطوير مالدينا بأخذ الكتب من أجدادنا وترجمتها لعدة لغات ، وأقاموا معاهد التدريس ليوصلوها لأبنائهم ، وتعددت مراكز العلاج لديهم بعد الحروب الصليبية التي أجبرتهم لوضع المراكز في طرق الجيوش ونجحوا بذلك كثيراً ، مما جعلهم في قائمة التطور بالنسبة لنا ، ولدينا أطباء أكفاء جداً من العرب فربما تجدهم في أوروبا التي تحتويهم لكي يعملون والبعض يتواجد في العالم العربي .

هذا ماكان عليه المسلمين قديماً أجداد إجدادنا التي لم تكن لديهم السبل كما هي لدينا الآن ، اعتمدوا على ذواتهم وحضارتهم وصنعوا وبحثوا بأنفسهم ولم يدخلو في الدوامات الدنيئة التي يعيشها العالم في الزمن القديم وأصبحوا في القمة .. والآن للأسف نجد الشعوذات الغربية وصلت إلينا التي اكتسبناها من أحفاد السومريين والأغريق ، ولا أعلم برأي علماء المسلمين الحاليين بوجودها بيننا ، هل سيكون الأمر مثل اتفاقية الصليب الأحمر والهدف منه علاج الجرحى ، واجتمعت الكثير من الدول في هذا العمل التطوعي وعارض علماء المسلمين آنا ذاك بتسميته بالصليب الأحمر ، فاعتمدوا معهم الأمر ولكن بتغيير اسمه في العالم العربي بالهلال الأحمر وتغيير رمزه الذي نسب لصليب جنيف إلى رمز الهلال كما نراه الآن منتشراً في المراكز الصحية الرسمية ولا تجد سوى الأفعى في غالب الصيدليات ومراكز بيع العلاج الخاصة .

 

مروان إبراهيم المحمدي

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *