الخطر القادم

عالمٌ  محفوفٌ  بالمخاطر ، وبيئةٌ  يشوبها الكثير من المُنغِصات ، فقد أصبح ضررها لا يقتصر على شخص بعينه ، بل يتعدى إلى آخرين .

البيئة الرقمية .. شرٌ  لا بد منه ، فعلى الرغم مما تقدمه من خدمات وتسهيلات للكثير منا ، ولكنها تبقى خطراً يهدد مستخدميها بطريقة أو بأخرى ، لعل من أبرز تلك الطرق : سرقة المعلومات – اختراق الأجهزة والحسابات – التجسس – الأضرار الصحية ، والأدهى من ذلك كله الأضرار الفكرية وما يتبعها من تأثيرات على العقيدة والأخلاق والمعاملات.

في دراسة أخيرة نُشرت في صحيفة مكة بينت أن قضايا الجرائم المعلوماتية والإلكترونية في المملكة قد تضاعفت خمسة أضعاف خلال الثلاث سنوات الأخيرة ، وهذا مؤشر خطير على توجه سيء في طريقة التعامل مع البيئة الرقمية والإنترنت .

من جانب آخر أصبح أعداء الدين والوطن يتخذون من مثل هذه المستجدات التقنية سلاحاً فعالاً لتدمير الوازع الديني والإنتماء الوطني بين أبناء هذا الوطن ، لأنهم وجدوا بيئة خصبة من خلال توفر جهاز ذكي وشبكة مفتوحة وفراغ أسري ، كل ذلك سيُسهم في تحقيق أهدافهم ما لم يجد جديد .

لعل من أهم الحلول للتصدي لمثل هذه الأخطار هو التوعية والتثقيف وغرس القيم الدينية والأخلاقية لدى الشباب ابتداءً من البيت والأسرة مروراً بالمساجد والمنابر وصولاً للمدارس والمناهج ، وكذلك عدم وضع الحبل على الغارب دون متابعة وتوجيه.

خاتمة …
لماذا لا يتم تخصيص مادة في مناهجنا التعليمية ويوضع لها مسمى مناسب وليكن ( التوعية الفكرية) ، حيث يتم من خلالها توعية الطلاب بكل مايدور حولهم من مستجدات وأنظمة والطريقة الصحيحة للتعامل معها وتطبيقها!؟؟

 

 عيد حامد المرامحي

مقالات سابقة للكاتب

3 تعليق على “الخطر القادم

نويفعة الصحفي

مقال جدا رائع لكاتب مبدع تناول موضوع جدا مهم ، ويمس حياتنا اليومية بلاشك ..فقنوات التواصل جزء لا يتجزء من حياتنا ، ولها جانب إيجابي واخر سلبي ، و إقتراح الكاتب بلا شك جيد فالحصانة الفكرية متطلب ..
إلا انني هنا اشير الى امر مهم نلاحظه في المجتمع وهو ( ان الرقابة لا تعني المنع )
قد تعمد بعض الأسر الى منع الإنترنت عن الأبناء وهذا ليس بافضل الحلول ، فالرقابة والإشراف الأسري من الوالدين على الأبناء هو الحل الأمثل . لأن الإنترنت برغم المساويء إلا انه غني بالأفكار التي تنمي المواهب لدى الأجيال فتصبح قادرة على مواكبة العصر الذي نعيشه والذي بتميز بالسرعة والتطور الهائل ولن يستطيع الإنسان الإنعزال عنه ..فلو تم تفعيل دور الأسرة.في زرع روح الرقابة الذاتية لدى اﻷبناء بوجود القدوة اﻹيمانية لهم في البيت ، مع مساهمة المجتمع بكافة مؤسساته بشكل فعال في ترسيخ هذه الرقابه ، لأصبح لدينا جيل اكثر وعي وحرص ..
فكما نرسخ الحس الوطني لديهم ، نرسخ الرقابة الذاتية لانها جزء لا يتجزء من الحس الوطني الكبير .
شكرا للكاتب وجزاه الله خير الجزاء والشكر للصحيفة الرائدة بلاشك وفق الله القائمين عليها لكل خير ..

خالد المرامحي

أن الصواب والخطأ مفاهيم مكتسبه ولعل الانفتاح الحقيقي وسط عالم الميديا
ولذي جعل العالم قريه صغيره .. يحتاج فيه ابنائنا للكثير من العوامل للتعامل مع هذا الانفتاح
ولعلي اتفق مع المبدع دائما والكاتب المتميز في سؤاله الذي ختم به المقال

ظافر المرامحي أبو هاشم

مقال رائع بروعتك أبا مشاري
تحليل للمشكلة
تقديم للحلول، ولعل أبرزها الجانب الفكري الذي لو فُعِّل بالشكل الصحيح وعملت عليه وزارة التعليم بكافة أدواتها المادية والبشرية لأحسن شبابنا استخدامه بما يعود نفعه إيجابا على المجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *