بشموخ قممه وتنوع مناخه وثراء نباته
جبل شمنصير ( موقع سياحي ) يبحث عن حقوقه في التطوير
محمد البشري- كاتب ومحرر بصحيفة المدينة
يقع جبل شمنصير بمركز شمنصير في محافظة الكامل ويعد جزء من سلسلة جبال السروات وتكتنفه حرة رهط ويصل ارتفاعه إلى حوالي 2000 متر ويمتد طوله من الشمال إلى الجنوب أكثر من 20 كلم فيما يختلف عرضه من مكان إلى أخر حيث يصل أقصى اتساعه من الشرق إلى الغرب حوالي 7 كم بينما يضيق عن ذلك في مواقع أخرى مما أكسبه ميزات مختلفة عما حوله من المناطق تجلت في اختلاف مناخه وتنوع وثراء غطائه النباتي وميل درجة حرارته إلى الاعتدال صيفا والانخفاض شتاء ويصل الفارق في درجة الحرارة بين الجبل والمناطق حوله مثل الكامل إلى عشر درجات وتنحدر من سفوحه عدة شعاب و أودية تعد من روافد وادي المرواني ويهجره السكان شتاء لشدة برودته فيما يفضل العيش بين قممه وسفوحه الكثيرين جل أوقات فصل الصيف ولا يخلو جبل شمنصير من بعض الآثار القديمة التي تشهد على الأنماط الحياتية السائدة هناك كالمدرجات والمصاطب التي تزرع فيها الحبوب قديما وبعض المقابر القديمة وهناك بعض النقوش على الصخور والتي يستشف منها الزائر بعض ملامح الحياة القديمة بالجبل حيث الجمال والوعول والنمور ويرى القادم من رهط جبل شمنصير شامخا وسط الحرات ويقال أن تسميته جاءت من أسباب مقولة شمال سير لشدة انحدار سفوحه الجنوبية وصعوبة السير فيها بينما الجهات الشمالية أسهل منها بكثير ومسالكه ودروبه ترابية وعرة ضيقة لا تقوى على صعوده سوى سيارات الدفع الرباعي وبالرغم من امتلاك هذا الجبل لعدد من المقومات السياحية وعوامل الجذب السياحي إلا أنه يشتكي هجر هيئة السياحة والآثار وتجاهلها لمقوماته ومغرياته المدينة قامت بزيارة الجبل ورصدت ابرز معالمه وأهم سماته
تبدأ رحلة الوصول إلى جبال شمنصير من عسفان حيث يمكن سلك طريق الكامل ( 70 كلم ) ومنه إلى شمنصير ( 40 كلم ) أو سلك طريق هدى الشام مرور بحشاش ومدركه ورهاط ومن ثم حرة رهط بمسافة تصل إلى 130 كلم من عسفان وهو الطريق الأمثل كونه محدود المنعطفات الخطرة ويقع بمنأى عن أخطار السيول عدى وادي رهاط وضرعاء يلزم الزائر أخذ حذره منهما أثناء هطول الأمطار بينما تتعدد مناطق الخطر من السيول في الطريق عبر عسفان الكامل ويمكن للزائر قضاء ساعات النهار به شتاء بينما يصعب تحمل انخفاض درجة حرارته ليلا أما في فصل الصيف فنهاره لطيف وليله جميل ويجد الزائر له الكثير من الآثار والنقوش والمقابر القديمة وبعض الآبار المبنية جوانبها بالحجر أما الغطاء النباتي فالجبل تختلف نباتاته وفقا لارتفاعه وتختلف في أسفله عن أعلاه فعند أقدام الجبل تنمو أشجار السدر والقرض والسمر والطلح أما الأماكن المرتفعة من الجبل فتوجد أعداد كبيرة من النباتات ذات الإزهار الجميلة والروائح العطرية والحشائش التي زيد طولها عن 60 سم عند سقوط الأمطار وتزداد نباتات وأعشاب الجبل تبعا لزيادة كمية الأمطار الساقطة ويوجد بأعلاه أشجار الزيتون البري ( العتم ) وذكر جويبر أن أشجار العرعر كانت أحد الأشجار النامية في اعلي الجبل إلى أنها اضمحلت وتدهورت بعد تتابع سنوات الجفاف ويعتبر الجبل بيئة خصبة لإجراء البحوث والدراسات والفرصة متاحة للمهتمين بالنباتات ليثروا هذا العلم بنتائج دراساتهم واستكشافاتهم لهذا الجبل
وذكر جويبر السلمي من مركز شمنصير وأحد المهتمين بالجبل ونباتاته أن محافظة الكامل تحتضن معلما سياحيا بارزا لم يستفد من مقوماته السياحية ولم توظف مقدراته الطبيعية في تنشيط السياحة وتوسيع قاعدة الاستثمار السياحي لتحقيق رفاهية ومتعة المواطن سواء في محافظة الكامل أو في المراكز الحضارية الكبيرة مثل مكة المكرمة وجدة حيث يبلغ ارتفاعه حوالي 2000 متر ويمتاز\باعتدال هواءه صيفا وشدة برودته شتاء وتتنوع نباتاته وتتعدد أصناف أشجاره وتوجد به الحيوانات البرية حيث كانت تشاهد سابقا النمور والوعول ولازالت به الضباع والذئاب وتتعدد قممه وتستوى أجزاء من سطحه العلوي مما يجعل إمكانية إقامة المجمعات السكنية في أعلاه أمر ممكنا واستغلاله سياحيا مشجعا وغير مكلف ويحتاج إلى تعبيد طريقه الحالي الذي يربطه بمركز شمنصير شرقا كما يمكن تعبيد الطريق من جهة وادي القريه مرورا بقمة الجبل ومنه ليصل الى الطريق الموصل للقعور الجميع يتمنى تحويله إلى متنفس لأهالي المحافظة وبقية المحافظات وستمتد الآثار الايجابية لتطوير الجبل واستغلال مقوماته سياحيا لتشمل بقية المراكز مثل عسفان الذي سينطلق منه جميع السياح القادمين من جدة وكذلك مراكز هدى الشام ومدركة والقعور ستنتعش وتزيد فرص العمل وترتفع نسبة الدخل فيها
جويبر يشير إلى نقش النمر العربي
عبداللطيف زيد السلمي وعمر المعبدي اعتادا زيارة الجبل سنويا وقضاء بعض الأيام في جنباته وحوله ذكرا أن بالجبل عدة مصائد للوبران بعضها في متناول الصياد وأخرى متضرسة وعرة يلزم القنص فيها إلى المشي على الأقدام والتنقل بين الصخور والحواف وأضاف بقوله أن زيارة الجبل تحقق المتعة والترفيه وممارسة هواية الصيد وأكد على أهمية دراسة جبل شمنصير والعمل على استغلال مقوماته ومقدراته لتحقيق الانتعاش الاقتصادي بالمنطقة يذكر أن مركز القعورالذي يحتضن جبل شمنصير تم تغيير اسمه مؤخرا إلى مركز شمنصير.
غصن الزيتون البري