بينما كان المواطن “حامد الحربي” من عسفان يقوم بحفر الأرض التي سيقيم عليها منزله؛ إذا به يفاجأ بما يعتقد أنه مجرى لعين قديمة.
ويقول “أبو منصور” أثناء حفر الأرض التي اشتراها قبل ٧ أعوام بعسفان لبناء منزل عليها : “عند الوصول إلى عمق ٣ أمتار تحت الأرض ، تم العثور على مجرى عين والذي يسمونه كبار السن بالدبل وهو (عبّارة) مبنية من الحجر في طول ٤٥ سم وعرض ٥٠ سم تحت الأرض ، وبالبحث والسؤال اتضح أن هذه العبّارة جزء من مجرى عين يمتد من حارة البرث إلى مكان خلف بلدية عسفان القديمة ، حيث كان يوجد حوض كبير تصب فيه المياه ، ومن ثم يتم توجيهها إلى المجرى الآخر الذي يتجه إلى قرية شعثاء القريبة من قرية الغولاء”.
وذكر “الحربي” أنه يبلغ طول مجرى العين أو الدبل من حارة البرث إلى شعثاء حوالي ٤ كم ، وبها عدة غرف تفتيش ، تسمى قديمًا “فقير”، وتعتبر نقاط تفتيش يتم فتحها؛ لكي تتم عملية تنظيف المجرى من الشوائب والأغصان حسب رواية عدد من كبار السن ، والذين ذكروا أن هذه العين تجاوز عمرها مئات السنين وكانت مأوى لجميع المارة بها ، والتي كانت تنبع من الجبال الواقعة شرق منطقة عسفان وتحديداً من حارة البرث ، فيما ذكر آخرون أنها تنبع من فيدة ، وتمر من وسط الحي إلى حارة الغولاء.
ورغم مرور كل هذه السنوات الطويلة إلا أن البناء مازال متماسك ولم ينهدم وبقي على هيئته التي شُيّد عليها ، على شكل بناء مربع ومحكم من الحجارة وعليها بعض من الجير ( مثل الجبس حالياً ) ، لكي تتماسك بشكل هندسي محكم ، حيث تحتار العقول في كيفية اتقان هذه التصاميم قديماً في ظل عدم توفر الإمكانات التي تساعد في عملية الحفر والبناء ، ولكن هي قدرة الله سبحانه وتعالى ثم عزيمة الرجال الذين كانوا يعملون بكل جد وإتقان ، من أجل إمداد منازلهم بالمياه حتى يستفيد منها جميع السكان والمارة والطيور والحيوانات.
