مع سطوع العديد من نجوم الكرة في بطولة كأس العالم المقامة في البرازيل لعام 2014، برز نجم غير معتاد في عدد من المباريات خلال هذه البطولة، وهو البخاخ المؤقت.
إذ برزت العديد من وسائل التكنولوجيا خلال هذه البطولة والتي شهدت مكاناً لها لأول مرة ضمن مباريات الكرة، إذ وجدت تكنولوجيا تساعد فيما لو عبرت الكرة خط المرمى، لكن البعض قد يجادلك بأن النجم الحقيقي لبطولة هذا العام هو البخاخ المؤقت الذي يرش عند أقدام اللاعبين لتحديد مواقعهم.
وأدى نجاح التجربة إلى إقرار اعتماد هذه التقنية في أبرز الدوريات الأوروبية. فقد انضمت رابطة أندية اللائحة الأولى في إيطاليا إلى لائحة الدوريات التي قررت اعتماده البخاخ من قبل الحكام انطلاقا من هذا الشهر.
وقبل إيطاليا كانت ألمانيا وفرنسا وإسبانيا أعلنت أنها ستعتمد هذه التقنية، في الوقت الذي قررت فيه الرابطة الإنجليزية تأجيل الاعتماد على البخاخ إلى العام المقبل، حتى تمنح الحكام عاما إضافيا يعتادون خلاله على تقدير المسافة التي يتعين عليهم أن يرسموا فيها خطّ الوقوف (9.15 متر).
ويعمل البخاخ على رش رغوة يمكنها أن تحدد البعد القانوني للاعبين عن المرمى، والذي يبلغ 9.15 متراً خلال الركلات الحرة. كما يستخدم هذا البخاخ لتحديد الموقع الذي قرر فيه الحكم تنفيذ ركلة حرة، كي لا يحصل هنالك أي تلاعب من قبل اللاعبين سهواً أو قصداً.
وبفضل مكوناته التي تشكل مزيجاً من غازات البوتان وأيزو-بوتان والبروبان، مع ماء وعدد من العناصر الكيماوية الأخرى، فإن الخط سرعان ما يتبخر، إذ أن مكوناته الطبيعية تجعل منه صديقاً للبيئة، ويتبخر بدون إحداث تلوث، كما أنه لا يتسبب بأي ضرر لأرض الملعب.
وأشار مدير الاتحاد العالمي لكرة القدم، أو الفيفا، سيب بلاتر، إلى أن البخاخ له تأثيره على اللاعبين، إذ “يمكنه أن يضبطهم وإعطاء الفرق المهاجمة الفرصة للتسديد من المسافة الفعلية عن المرمى للركلات الحرة، عوضاً عن الحائط المتحرك من اللاعبين.”
صاحب فكرة الرغوة المتبخرة هو البرازيلي هاين أليماجني، واستعمل البخاخ لأول مرة عام 2000 في دورة ألعاب للمبتدئين في مدينة بيلو هوريزوني البرازيلية.
وكان البخاخ عندها متعارفاً عليه باسم “Spuni” ولكن أليماجني تعاون مع الصحفي الأرجنتيني بابلو سيلفا للترويج للمنتج الذي تغير اسمه ليصبح “9.15 Fair Play” أي “اللعب العادل 9.15″، وصادق المجلس الدولي لاتحاد كرة القدم “IFAB“، وهو المجلس المشرع لقوانين اللعبة، على الاستعمال العالمي له في كرة القدم عام 2012.
وقد قام الفيفا باختبار البخاخ عام 2013 في بطولات كأس العالم لمن دون 17 عاماً ودون العشرين عاماً، ليستعمل رسمياً في البطولة العالمية هذا العام.
ويقول أليماجني إن حلمه تحقق بتمكنه لرؤية البخاخ في بطولة كأس العالم وأن يراه المليارات حول العالم، إذ قيس نجاح البخاخ بالأرقام التي أشارت إلى زيادة عدد الأهداف بالركلات الحرة، ووقتاً أقل لتسديد الكرة نحو المرمى، وبهذا فإنه من الممكن أن نرى عبوات البخاخ الصغيرة بكونها إضافة جديدة ودائمة لجيوب حكام المباريات خلال السنوات القادمة.