أعطني عقلك أيها المسؤول واقرأ ما بين السطور ..
حقيقة هذا المشروع الكارثي ( درب السيل للسيل ولو طال الزمان ) ..
المستثمر دفع الملايين في بداية مشروعه ويرغب في مكاسب لم يعمل لها حساب ، فهو أمام أمرين إما أن يخسر هذه الصفقة أو يدمر الأحياء المجاورة ويهجر الأهالي من منازلهم ..
صاحب المشروع لا يتهاون في حماية مشروعه من السيول ، ومهما أقام من مجاري لتصريفها أو حتى نفذ شروط البلدية أو شروط البيئة أو شروط الدفاع المدني ، فإنها لن تستوعب كمية السيول الجارفة التي لن ينجو مشروعه إلا بتحويل هذا السيل إلى الأحياء السكنية المجاورة للمشروع؛ هذا إذا نجا مشروعه أصلاً من السيل ..
بغض النظر عن نوعية الاستثمار .. فـ مهما لون هذا المشروع بماء الذهب ومهما كانت إيجابياته وسلبياته التى يسوق لها .. فلن يعود نفعه إلا على المستثمر فقط ..
للأسف أصبحت أرواح الناس رخيصة في نظر بعض المستثمرين الذين ليس لهم هدف إلا جمع المال وإرضاء مصالحهم الشخصية..
كلكم تذكرون سيل 24 وماذا خلف من دمار للأحياء والمزارع ومن تهجير للأهالي ، وحتماً سوف يعود هذا السيل إن طال الزمان أو قصر ..
أين يذهب هذا السيل الجارف إذا وجد أمامه مشروع ارتفاعه عن مستوى الأرض أكثر من مترين؟ ،
السؤال أين يتحول هذا السيل إلى الجنوب أم إلى الشمال ؟ وما النتيجة التي سوف يخلفها هذا السيل الجارف؟!
فهذه “الكارثة” التي يظن بعض الناس أنها كلمة عابرة؛ لا والله إنها فعلاً الكارثة الحقيقية التى لا يفهمها إلا من عاصر تلك السيول وشاهدها بعينه .
صالح إبراهيم الصحفي
مقالات سابقة للكاتب