عندما تفلس أمة ما وتنسلخ عن عقيدتها وقيمها ومبادئها تبحث عن بديل لها تتعلق به وتظن لجهلها أنها وجدت الطريق ، ونسيت في خضم حالة الضياع والتوهان أن النائم على فراش غيره كالنائم على الأرض ، كذلك البعض عندنا مع (الفلانتاين) أو عيد الحب الأحمر.
تساءلت ماذا يعطيك من تمنحه وردة حمراء في عيد حب مشبوه ؟ قبلة ؟ وماذا تساوي أمام حب خالق الكون تقوم له بركعتين أو تسبيحة وتحميدة تبلل الأرض بدموعك ، وهذه المرة ليس خشيتك منه كخشية العبد الآبق من سيده يخاف الجلد ، بل دموع محب يبكي خجلاً من تقصيره في حق من يحب..
إنه الله الذي منحه الحياة ومنحه كل شيء ومازال يتقرب إليه ويحدب عليه مع شروده وبعده عن خالقه .. نعم ركعتين في جوف الليل اعترافاً بالجميل وإقراراً بربوبية رب رحيم وألوهية إله ليس كمثيل شيء .. لديه كل صفات الجلال والجمال والكمال .. إله بمجرد أن تناديه وتناجيه يقول لك لبيك عبدي أطلب ما تشاء فإني منك قريب فيمنحك جنة عرضها كعرض السماء والأرض ، فتأمل معي أي التجارتين أعظم ربحاً ؟!..
ترى من الذي قذف في روع أبناء المسلمين أن يحتفلوا بهكذا عيد وعندما أصفه بانه عيد مشبوه فلأننا علمنا من أعيادنا التكبير والتهليل وذكر الله وحمده على نعمائه ، وشكره على آلائه ، لاتوقد في أعيادنا الشموع ، لا تقدم الورود الحمراء التي تنذر بأن هناك غارة على القيم والأخلاق وتسيل على ضوء الشموع دماء الشرف والفضيلة حين يغتالها عشاق الشهوات ، أعيادنا في وضح النهار لا تحتاج إلى شموع تضيء عتمة ليل الضلال في السراديب المشبوهة ، وتوقد بين من زعموا أن للحب عيد هذه الشموع محاولة لجلب نور فاذا بهم يجلبون ناراً تأكل ضلالهم وأفكهم ….
لماذا لا نصدر أعيادنا اليهم وأعيادنا تحمل الحب لكل الناس حتى الذين يخالفوننا في الدين ، إن الإسلام لو فقه معتنقوه ومناوئوه هو دين الحب الحقيقي الذي لا شبهة فيه ….
عيد الحب هو عيد يعزز حب المنفعة الشخصية الدنيوية فقط ، وما دخل الشواذ في عيد الحب بل هم أكثر من يحتفل بهذا العيد عيد الحب للأفراد وعيدنا للجماعة .. للتزاور .. لعطف ذوي اليسار على من عضه الفقر .. فـ بربكم أي العيدين أكثر وضوحاً وجمالاً وكمالاً …
فيا شباب الإسلام دعوا عيد الحب لمن أخترعه وهو يعلم لما أخترعه وتمسكوا بعقيدتكم وقيمكم ومبادئكم الواضحة الجلية ، فالاسلام قد أحترم عقولكم فأعطاكم ما تفهمونه وليست هناك في دينكم طقوس ورهبنة لا تفهمونها ، اشكروا الله على ما أعطاكم فقد أعطاكم الكثير من غير أن تطلبوه ..
إبراهيم يحيى أبو ليلى
مقالات سابقة للكاتب