كل الشكر والتقدير للأخوة والأخوات ، الذين تفاعلوا مع الموضوع ، فلقد اكرمتموني بتعليقاتكم النيرة ، والتي تعد طريقا ونبراسا في تحقيق القدوة. .جزاكم الله كل خير ، ونفعني واياكم بما نعمل من أجله ، وكفى بالله لنا وكيل وخير سند .نسأله تعالى أن يصلح حالنا ويرزقنا من واسع فضله وبعد مداخلاتكم وتعليقاتكم التي أعطت القضية زخما أكبر .. ومن هذا المنطلق حاولت أن أقسم هذه التوصيات إلى أربعة أقسام :-
1-القسم الاول التعريف بالقدوة من خلال رؤيتكم
2- القسم الثاني وجهات النظر
3- القسم الثالث بعض النصائح ليكون المسلم قدوة لغيره وكيف ينتقي القدوة لنفسه.
4- الخاتمة
فنسإل الله إن يوفقنا لما فيه الخير والصلاح لمجتمعنا ووطننا وأمتنا.
ففي تعريف القدوة اشار الاخوة والاخوات على ان القدوة تعني ما يلي :
1- القدوة أثر متوقع لكل سلوك ونتيجة له عند من يقتدون به ، ومتى ماراقب الله المسؤول خافه واتقاه فكان قدوة لغيره
2 – إن القدوة أو صناعة القدوة ليست أمرا سهل فالقدوة الحقيقية هي تلك الشخصية المتزنة التي تتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم قولا وعملا أو تجتهد لتتأسى به
3 – نكون قدوة يوم أن نتخذ من رسولنا صلى الله عليه وسلم قدوة في عبادته وتقواه واخلاقه ومعاملاته مع اصحابه واهله بل وأعدائه.
فقد كان صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن يتأدب بآدابه ويمتثل أمره. ولله يقول (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)
[سورة اﻷحزاب 21] . فيأمرنا أن نتخذه قدوة. ويأمر المؤمنين أن يكونوا قدوة لغيرهم من الناس بل ويدعون الله أن يكونوا كذلك يقول الله تعالى عن صفات عباد الرحمن أنهم يقولون (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)
[سورة الفرقان 74]
أي اجعلنا أئمة يقتدي بنا.
فتجار المسلمين كانوا يطبقون الإسلام في بيعهم وتجارتهم بصدق وأمانة فلا يظلمون ولا يكذبون فكانوا سببا اسلام البعض ممن تعامل معهم .
و شباب سعوديون سكنوا في أمريكا بجوار عجوز تخلى عنها أبناؤها وأخذوا يحسنون إليها ويحملون عنها حاجاتها ويساعدونها فتعجبت لم تفعلون ذلك فقالوا ديننا يأمرنا بالإحسان إلى الجار. فكان ذلك سبب في إسلامها.
وإمراة سعودية منتقبة في وسط البلاد الغربية كانت سببا في إسلام بروفسور كان ينكر االاديان. حينما رآها تعجب من هذا الدين فقرأ عنه فأسلم.
كم نحن بحاجة إلى أن نمتثل أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المسلمين من الوافدين من غير المسلمين.و كم نحن بحاجة أن نكون قدوة لأبنائنا بالكلمة الطيبة بالإحسان إلى الخلق ( الخادمة ، السائق، عامل النظافة ، … )
كم نحن بحاجة أن نكون قدوة لأبنائنا بإزالة الأذى من الطريق ممتثلين قول رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم ( إزالة الأذى عن الطريق صدقة ) فضلا أن نكون قدوة سيئة بإلقاء الأذى فيه.
وغير ذلك كثير في تطبيق أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وما هذه إلا إشارة فقط.
4- فالقدوة ليست الهدف المقصود اولا فهي تابعة للعمل فان كان العمل صالحا ستتحقق القدوة ونقطف ثمارها ، وفي هذا الجانب لابد من التفقه في العبادات بين السر والعلن فلا يناقض الاخلاص اظهار العبادة لكي يقتدى بصاحبها.
5- القدوة الصالحة عنصر ذو أهمية بالغة في البناء والتربية ،فلابد للمجتمع من قدوات في مربيهم وقاداتهم تتحقق بهم المبادئ وينسج على منوالهم .
6- أعتقد السؤال الذي طرحته الإمارة كان يجب أن يكون كيف نكون قدوة إيجابية ؟
لأن الإنسان ليس باختياره أن يكون أو لا يكون قدوة ولكن باختياره أن يكون قدوة إيجابية أو يكون قدوة سلبية.
7 – أن نكون دائما ايجابيين في التعاطي مع هذه المبادرات التي تهدف الى السمو بالاخلاق ونشر الفضيلة . لا أن نكون سلبيين مائلين الى النقد أكثر من البناء .
8 – القدوة الحسنة التي حث الدين على اتباعها هو ان يختار الأنسان من يدله على الخير والصلاح.
9 – عندما يتحقق مقصد التقوى والتي تبني القدوه التي يسعى كل منا ان يكون ذلك الأنسان (المؤمن التقي المخلص الصادق الامين )
فاضل في كل شئ.
10 – القدوة فطرة أنسانيه يستحضرها الإنسان متى ما أعجبه تصرف أو احب قولاً .
11 – ديننا قدوتنا والدين الإسلامي بنى مجتمعا إسلاميا قوية على قاعدة ثابتة بمحاور ثلاث هي : العقيدة و الشريعة والقيم . وعندما نتأمل نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم يتم تكليفه إلا بعد أن جمع الله فيه الفضائل كلها وحباه بالمكارم جميعها حتى حينما سأل قومه عن نفسه قالوا : أنت الصادق الأمين . فكان نعم القدوة لمن آمن به , وبرسالته عليه الصلاة والسلام .
ولأن القدوة الحسنة لكل الأجيال الناشئة عمل صالح ودعوة خيرية يُصلِح الله بها المجتمع وتعمُر بها الدنيا وتسعَد بها الحياة في جميع مجالاتها فنحن بحاجة إلى صناعتها في مجتمعنا.
12 – القدوة سلوك وتعامل وتصرف فععلى الإنسان أن يعود نفسه على السلوك الإيجابي والتعامل الراقي والنقد البناء .
ابرز وجهات النظر وبعض الآراء حول تحقيق القدوة في حياتنا والتي جاءت كالتالي :
1 – أن القدوة ليست هدفا نعمل لاجله ولكن الهدف الحقيقي تقوى الله واصلاح النفس وأداء الأمانة وحينئذ نكون قدوة صالحة
فمن عمل لأجل أن يكون قدوة يخشى على عمله من غياب الإخلاص لله .
2 – لو عملنا على هذا الأمر وله وكنا قدوة في اعمالنا واقوالنا واخلاقنا ومع أبنائنا وبناتنا واخواننا واخواتنا واصدقائنا وجيرننا. لكان لحالنا غير هذا الحال.
3 – الإنسان ليس باختياره أن يكون أو لا يكون قدوة ولكن باختياره أن يكون قدوة إيجابية أو يكون قدوة سلبية
لذا لما ذكر الله سبحانه وتعالى القدوة في كتابه وصفها قال تعالى : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة والأسوة هو القدوة الأب قدوة لأبنائه شاء أم أبى .
4 – إن مشروع كيف نكون قدوة – وكعادة مشاريعنا – خرج من كونه بناء نفسيا تربويا لأبنائنا إلى أن أصبح مجموعة من المجسمات والأعمال الفنية والرسومات وكومة من الأوراق !! ما هكذا تبنى القدوة وما هكذا نؤسس لجيل يقتدي بالعظماء ، إننا بحاجة لتأصيل تلك الممارسات في نفوس النشء عملا وخلقا .
وسائل التواصل استحوذت على ألباب الأبناء ولن يميز أحد منهم الغث من السمين إلا إذا كان يمتلك فكرا نيرا ويعرف من يصلح أن يكون قدوة وفق مواصفات محددة تشربها سابقا
أعود على برنامج أو مشروع كيف نكون قدوة ؟ وأسأل : هل هناك أثر للمشروع على المستهدف ؟ وهل لمسنا تغيرا في السلوك لدى أبنائنا بسبب الجهود المبذولة في هذا البرنامج ؟؟!
5 – هذا أمر مهم جدا..
وينبغي أن يُبدأ فيه تدريجيا لأن البحوث واستطلاعات الرأي تتوسع ثم تتأخر خطوة البداية التنفيذية والحال يستعجل البداية ..
لذا أقول إن مركز الفتاة يمكنه أن يعمل في مجاله برنامجا منوعا يحقق القدوة في النشء وينشطها في مسؤلات الأسر من أمهات وأخوات كبار ومربيات من مصلحات وتربويات ، مشيرا إلى أن (كيف نكون قدوة) ليس سؤالا كما هو ظاهره إنما المقصود لنكن قدوة وليس الجواب خافيا على أحد فأول السطور بل عنوانها الاتصاف بالقيم الدينية ودفع النشء للتخلق بها باتصافنا نحن أولا بها ، ولابد من برامج للتنشيط ومركز فتاة غران مهيأ جدا وأنا مستعد للمشاركة في تخطيط البرامج التي تحقق الهدف.
6 – كيف تكون قدوة
عنوان يجب ان نتوقف عنده فهو يحتمل احتمالين الاحتمال الاول وهو المقصود ان يكون الانسان صالحا في نفسه مصلحا لغيره داعيا للصلاح وحتما سيجد من يقتدي به وهذا الجانب الايجابي من العنوان ، اما الجانب الثاني وهو الجانب السلبي بان يكون مقصرا مخالفا مفسدا لغيره داعيا للفساد وسوف يجدمن يقتدي به ويتبع خطواته .
فالقدوة ليست الهدف المقصود اولا فهي تابعة للعمل فان كان العمل صالحا ستتحقق القدوة ونقطف ثمارها ، وفي هذا الجانب لابد من التفقه في العبادات بين السر والعلن فلا يناقض الاخلاص اظهار العبادة لكي يقتدى بصاحبها ، ومن اسباب الاقتداء حسن المعامله والتلطف في القول فالاقتداء مربوط بمحبة المقتدى به ولن تكون بدون حسن المعاملة والاحترام حتى وان كان الطرف الاخر مخالفا وهذا ما يفتقده الكثير .
7 – القدوة الحسنة من أفضل الوسائل الفعالة للنجاح وأكثرها فعالية في حياة المربين ، وتظل كلمة المربي مجرد كلمات ويظل المنهج مجرد حبرا على ورق اذا لم تتحول إلى سلوك وأخلاق تؤتي ثمارها في حياة المربين ،والقدوة الصالحة عنصر ذو أهمية بالغة في البناء والتربية ،فلابد للمجتمع من قدوات في مربيهم وقاداتهم تتحقق بهم المبادئ وينسج على منوالهم المربين.
8 – لا شك أن القدوة الحسنة من مرتكزات التربية السليمة واعتقد أن صاحب المبادرة يهدف الى نشر ثقافة القدوة بحيث أكون أنا وأنت قدوات في كل شؤوننا ! حتى تستقيم حياتنا .
لكن المؤلم هو الانفصام البغيض بين تعاليم ديننا وبين سلوكنا . ومتى ما ردمنا الهوة بينهما نجحنا في أن نكون قدوة ليس لمجتمعنا بل للعالم أجمع .
عموما المشروع خطوة ايجابية ستسهم باذن الله في اختفاء الكثير من السلبيات التي نشاهدها بين شبابنا خاصة . ولعل البعض سمع عن بعض الجولات التي تتم باشراف من الامارة( أمارة مكة) على الأسواق لمحاربة ظاهرة الملابس غير اللائقة . وعلينا أن نكون دائما ايجابيين في التعاطي مع هذه المبادرات التي تهدف الى السمو بالاخلاق ونشر الفضيلة . لا أن نكون سلبيين مائلين الى النقد أكثر من البناء . أقول فلنبدأ بأنفسنا ولنكن قدوة في كل تعاملاتنا .
9 – الانسان لايقتدي الا بمن يحب
وبما ان القدوة التي يسعى إليها المشروع هي القدوة الابجابية
اذا لابد من اختيار نموذج القدوة المتكامل نبينا محمد عليه الصلاة والسلام
ثم يكون اهتمامنا غرس حبه ف قلوب الناشئة ولايمكن ان يحبوه حتى يتعرفوا ع سيرته
فإذا ماأحبوه اقتدوا به عليه الصلاة والسلام
10 – كيف نكون قدوه ؟ : اني أراها في مدى تمسك الشخص بالقيم والمبادئ الاسلاميه عندها يطلق عليه قدوة حسنه. فهناك علاقتان فالاولى علاقة الشخص بربه والاخرى علاقته بالخلق.
11- علينا أن نحرص أن نكون قدوة صالحة في منزلنا مع أسرتنا واولادنا وجيراننا علينا أن نكون قدوة صالحة في عملنا مع مديرنا وزملائنا ومراجعينا علينا أن نكون قدوة صالحة في وطننا ومجتمعنا القدوة لاتنفصل عنا فهي مرتبطة منا وفينا فعلينا أن نجعلها سلوك فينا ونغرسه في من حولنا ، فلا يكن قدوتنا شخصا بعينه ، بل سلوك نراه في غيرنا ونطبقه ونسير عليه ليكون منهجا ودستور لنا .
توصيات منبثقة من وجهات النظر ملزمة لنكون قدوة :-
1- قبل كل شي يجب علينا ان نعود لنبحث عن القدوة في ذاتنا فإن كانت مفقودة علينا ان نعيد الأمور الى نصابها وإن كانت موحودة فالحمد الله ونسعى جاهدين الى نشرها وتعزيزها بين الناس..
2- يجب أن نكون قدوة في اعمالنا واقوالنا واخلاقنا ومع أبنائنا وبناتنا واخواننا واخواتنا واصدقائنا وجيرننا بهذه الحال تصلح كل إمورنا ويكون المجتمع كله قدوة صالحة ببعضه البعض.
3 – علينا أن نكون قدوة صالحة في عملنا مع كل من نتعامل معم داخل دائرة العمل وخارجه .. علينا أن نكون قدوة صالحة في وطننا ومجتمعنا ، فالقدوة لاتنفصل عنا فهي مرتبطة بنا وهي منا وفينا فعلينا أن نجعلها سلوك فينا ونغرسه في من حولنا
فلا يكن قدوتنا شخصا بعينه ، بل سلوك صحيحا نراه في غيرنا ونطبقه ونسير عليه ليكون منهجا ودستور لنا .
الخاتمة :-
وأخيرا أرجو أن نكون قد أعطينا القضية ولو بعض حقها ..فالقدرات متواضعة جدا لكن فضل الله عظيم .. فالقضية من الأهمية بمكان فقد تحتاج إلى دراسات مستفيضة فالقدوة ليست هينة فبصلاحها يستقيم شان المجتمع ..وعلى العكس من ذلك لو فسدت القدوة لا سمح الله ..
وآني ارى ان القضية عظيمة جدا من حيث مسئولية القدوة للآباء والأمهات والمربين والذين يهتمون بالأسرة والمجتمع وفي ظل هذه الظروف وهذا الزمن الذي اصبح العالم كما يقال كقرية واحدة فبضغطة زر اذا بكل ما تراه حول العالم يكون بين يديك ومن المعلوم ان ما يردنا فيه الغث والسمين والمذموم والمحمود والحق والباطل .
وهنا يبرز دور القدوة الحسنة التي حث الدين على اتباعها وان يختار الأنسان من يدله على الخير والصلاح .. نسأل الله السلامة لأمتنا وان يبعد عنها ما يضرها وأن يردها الله اليه ردا جميلا..