هناك؛ في تلك البلاد البعيده جداً جداً عن تلك المدينة الحالمة الشاهقة سقطت أو أُسقطت تلك الطائرة، فانتقل كل من على متنها إلى جوار ربه شهيدًا نحسبه والله حسيبه، دعونا له بالرحمة ثم عدنا لما شُغلنا به من مهام الحياة.
أما تلك المدينة فهي جميلة ولاينبغي أن تبقى حزينة، ربما بعض من على متن تلك الطائرة من أبنائها أو يقطن قريباً منها ـ لا يهم ـ ألعاب نارية تضيئ المكان، ربما يشاهدها من يرابط على الحدود القريبة من تلك البلاد البعيدة، فيرى بريقها وهو يمسك بقبضة سلاحه مدافعًا عنها.
حتى دموع أطفالها تسخر من تلك الألعاب..
موسيقى صاخبة وألحان قد تتخلل ذلك البريق.. لايهم!
إنها تحلم، فالصيف مقبل والأجواء رائعة..
آلام البيوت المكلومة.. لا مشكلة، فالمدينة مستمرة في حلمها الجميل.
ليست مستعدة بعد للاستيقاظ.
كلنا نشارك تلك المدينة غفوتها..
يلوح المنبه في سمائها يصد، وتعود للنوم من جديد فلابد أن تُكمِل حلمها.
حياتنا مليئة بالتناقضات، نحزن ونفرح في نفس اللحظة، نكسب ونخسر في ذات الوقت، هناك بطون تجوع وتشبع في المائدة الواحدة، ضعف وقوة يعتريانِ بعض الأجساد.
ارتفاع وانخفاض.. هدوء وإزعاج.. نوم واستيقاظ، كلها متزامنة تناقضات عجيبة لا تعد.
كل هذا في زمن العجائب، فالطائرة حربية والألعاب نارية.