نسير في عالم لا يختلف عليه اثنان بأنه عالم يسوده الضبابية فالكون بمختلف أطيافه ومكوناته لا يستقر على حال بتقدير الواحد القهار سبحانه ..
من يعتقد أن حرارة الصيف تؤذي نفسه المرهفة التي تحترق عند أول قطرة من العرق فهو لم يجرب برودة الشتاء وتجمد الاحساس في نفوس جعلت قلوبها الباردة نبضات كصوت الحجر الجامدة تهتز لتوجع الآخرين وتستهلك أرواحهم وتهتك شرف المودة والرحمة التي وضعها الله في قلوب البشر فأبدلها بالحسد والكراهية ولا يتأثر بفصل الخريف حيث تتساقط أوراق الذنوب الماضية وترتاح منها أغصان تعبت من حملها هو لا يتأثر بتلك الفرصة التي قد تعيد له راحة البال والسكينة وسمو الروح هو لا يتأثر تجد أوراقه خالطها العفن ولا تجده إلا متمسكا بها محبا لها قد خالطت جسده قبل روحه.
تمر عليه الليالي والأيام وهو في غيه وغفلته يرى من حوله تغيرات وأماني الحياة تتحقق مع ربيع الجمال وتنمو أوراقه الخضراء لتضفي رونقا وروعة تتجسد في الأرواح التي رزقها الله جمال الإيمان وصلاح الحال ووضوح الطريق وصراطه المستقيم.
ذلك الإنسان هو و فصول الحياة تتمثل بكل معانيها في شخصيته خيرا أو شرا يطل من نافذتها إلى الآخرين ليخرج من إطار نافذته صورة يراها الآخرون إما يعجب بها أو يشمئز من رويتها كل ذو عقل وقلب سليم